بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، أبريل 04، 2011

لماذا اخترنا التدوين ؟


لماذا اخترنا التدوين؟ سؤال بدأ يفرض نفسه مع انتشار حمى التدوين في الوسط السعودي، لا يوجد إجابة سريعة لهذا السؤال، الخيارات مفتوحة لوضع ما نشاء من أهداف، فالتدوين يتيح للشخص التعبير بحرية عن آرائه ونشاطاته وفق ضوابط هو من يضعها، ولا يلتفت لقوانين الرقابة الصحفية أو الإعلام الموجّه.
لأني أرفض الوصاية الفكرية، فقد وجدتُ بعالم التدوين مساحة بيضاء تنتظر من يشكل أحرفها، حرية تناسبني.. ووجدت بمجتمع المدوّنين من يوافقني فكرياً لدرجة كبيرة..
قبل أن تنتشر المدونات في السعودية كانت موضة السبيسات Spaces هي المنتشرة، لكنها كانت أقرب للمذكرات الشخصية منها لمفهوم التدوين الواسع، وكذلك المنتديات الإنترنتية انخفض مستواها لدرجة مزرية -إلا مارحم ربي- ولم تعد مكاناً للنقاش بل مجرد حاويات لاستقبال مواضيع النسخ واللصق، الإشاعات، الإساءات، الأفكار الموجّهة.
ولأن الأشياء الجيدة لا تأتي إلا بعد الكوارث، كانت شرارة الانطلاق الفعلي -برأيي- للتدوين السعودي هي حادثة اعتقال المدون فؤاد الفرحان وما صاحبها من إثارة للرأي العام وانقلب السحر على الساحر، فمعتقلي الفرحان كانوا يسعون لكبح جماح المدونين، لكن النتائج جائت عكسية تماماً. أيضاً حادثة وفاة المدونة هديل الحضيف -رحمها الله- جعلت كل الأنظار تتجه للتدوين، وتهتم بالمدونين وتتفاعل معهم.
أنا أرى المستقبل مبهراً للتدوين، القضايا التي يطرحها المدونين في الغالب تلامس الواقع وتتصف بالجرأة والكلمة الحرة دون خوف من مقص الرقيب، وبعيداً عن التملق والتزلف الذي اعتدناه من الإعلام التقليدي. أو التلبيس والتعتيم الذي كنا نعاصره ويتم تضليلنا بطريقة مخزية عن الحقائق. هذه الأمور جعلت من التدوين مجالاً لممارسة الطرح الحر وهو ما يعتبر انقلاباً كبيراً في مفاهيم الإعلام. وبالتأكيد الفضل يرجع لله ثم للإنترنت.
عندما بدأت التدوين في 2 فبراير 2007 (أي قبل ما يزيد عن عامين) كنت أسعى فقط لإشباع فضولي في اقتحام هذا العالم، وكانت كتاباتي الأولى ليست أكثر من مذكرات شخصية، لكني الآن أعرف تماماً قيمة التدوين، وكيف نستغلها في طرح إيجابي يفيد المجتمع وهو ما سأسعى إليه جاهداً بإذن الله.
حاولت خلال مشواري التدويني أن أغري أصدقائي بالدخول للتدوين، وصممت عدة مدونات لهم، بعضهم قبل هديتي مجاملة ولم يكتب بها، والآخر كتب بها على استحياء وما لبث أن انقطع عنها، ومع ذلك أنا مصرّ على المضي قدماً ، فماذا عنك أنت ؟
هل فكرت أنك تستطيع خلال خمس دقائق إنشاء مدونة بسيطة دون أي تكاليف، وقد تكون بكتاباتك وضعت بصمة إيجابية في عالمك ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق