بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، أبريل 06، 2011

إعادة اعمار قطاع غزة لن تتم إلا بالمصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام



تقرير: أحمد عرار




واقع سيئ خطير يعيشه قطاع غزة، فلازالت نتائج الحرب المدمرة التي شنها الاحتلال تؤثر على الحياة بكل تفاصيلها في قطاع غزة إضافة إلى الحصار الذي دمر الاقتصاد الفلسطيني. هذا الواقع الذي خلفته الحرب أصاب قطاعات كبيرة بالخراب الشامل ودمر العديد من البنى التحتية ومساكن المواطنين الذين يسكنون الخيم بعد أن دمرت بيوتهم. هذا الواقع دفع الفلسطينيين بالبحث عن مشروع لإعادة اعمار غزة وقد كان هناك العديد من المؤتمرات أهمها كان مؤتمر شرم الشيخ الذي وعد بتوفير المال اللازم لإعادة الاعمار. لكن هذه الوعود لم يتم الوفاء بها كما إن بعض المال الذي وصل لم يكن ليكفي لإعادة الاعمار، إضافة إلى واقع الانقسام السياسي والجغرافي الفلسطيني الذي زاد الأمور تعقيدا وجعل من المستحيل أن تتم إعادة الاعمار. وقد جاء هذا المؤتمر ليحاول الكشف عن العراقيل وللبحث عن الحلول لإعادة الاعمار.
لقد أكد المشاركون في المؤتمر من الحضور و مقدموا الأوراق بان إعادة اعمار غزة لا يمكن أن تتم إلا بالمصالحة وإنهاء الانقسام. جاء ذلك خلال مؤتمر نظمه مركز بال تنك للدراسات الإستراتيجية الاثنين 4 /4/ 2011- بمدينة غزة  بقاعة فندق الجراند بلس. وقد حضر المؤتمر عشرات الأكاديميين والمختصين، إضافة إلى أكثر من مائة شخص من ممثلي القطاعات ومؤسسات المجتمع المدني والمحلي.
المؤتمر كان تحت عنوان:"عامان على مؤتمر شرم الشيخ.. عملية إعمار قطاع غزة لم تبدأ بعد" ويهدف مناقشة قضية إعادة اعمار قطاع غزة و الوعود الدولية المتعلقة بالاعمار.
وقد افتتح المؤتمر عمر شعبان, مدير بال ثينك للدراسات الإستراتيجية, حيث رحب بالحضور وثمن جهود اللجنة التحضيرية في إعداد أوراق العمل والتحضير للمؤتمر، و أكد على أهمية عقد هذا المؤتمر بعد عامين من مؤتمر شرم الشيخ لإعادة الاعمار، وشدد على ضرورة متابعة الجهود المبذولة لإعادة الإعمار وتقييمها ومدى تحقق توصيات المؤتمر، وسلط المؤتمر الضوء على احتياجات قطاعات الإنتاج المختلفة لإعادة الإعمار وكذلك استعراض وتقييم الجهود الدولية والمحلية الحكومية وغير الحكومية في إعادة الإعمار منذ انطلاقها عقب مؤتمر شرم الشيخ للمانحين الذي عقد في الثاني من مارس 2009، حيث تركزت الدعوات خلال المؤتمر على عدم تسييس عملية إعادة الإعمار وتشكيل هيئة مركزية مستقلة تشرف عليه.
وقد ضمت اللجنة التحضيرية للمؤتمر جهات ومؤسسات فلسطينية ذات أهمية تشمل جامعة الأزهر بغزة، جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين, اتحاد المقاولين الفلسطينيين, جمعية الإغاثة الزراعية, اتحاد الصناعات الفلسطينية.


تناولت الجلسة الأولى للمؤتمر احتياجات قطاعات إعادة الإعمار وقد اشتملت على أربعة أوراق عمل تتناول احتياجات القطاع الصناعي والزراعي والأعمال والبنية التحتية والإسكان.
تحدث خضر شنيوره حول احتياجات قطاع الصناعات لإعادة الإعمار وقدم تحليلاً للأضرار وتبعاتها على القطاع الصناعي كما استعرض أهم البرامج المنفذة من قبل الاتحاد العام للصناعات وتقييم أدائها. وأوصى شنيورة بإعطاء الأولوية لتسديد ديون القطاع الصناعي في غزة المستحقة على السلطة الوطنية وضرورة وجود برامج لدعم العمالة في المصانع وصقل المهارات وتعزيز بقاء العمالة ضمن القوى البشرية الصناعية بالإضافة إلى بلورة وتفعيل اتفاقيات اقتصادية جديدة من شانها تشجيع الاستثمارات وتدعم الصناعة الفلسطينية .
أما أيمن جمعة فقد تحدث حول احتياجات قطاع المقاولات للإعمار حيث عرض متطلبات نجاع عملية الإعمار ومنها إنشاء صندوق حكومي أو رعاية حكومية لمنح قروض ميسرة للمقاولين وبدون فوائد بنكية وتحسين شروط التمويل من الدول المانحة بعدم اشتراطها تنفيذ المشاريع من جانب شركاتها المحلية فقط.

وقد تتناول علي أبو شهلا أمين سر جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين احتياجات قطاع الأعمال للإعمار حيث ذكر أبو شهلا انه لا يمكن اعادة اعمار المساكن والمباني قبل اعادة اعمار المصانع التي تزودها بالخرسان والمستلزمات.وقد أدان ابو شهلا المؤسسات الدولية التي تتعامل مع الاعمار بشكل حزبي والتي تقوم بتقديم المساعدات للسكان المتضريين حسب انتماءاتهم السياسية. ونوه أبو شهلا انه كان على الحكومة ألا تزيل انقاض المباني المدمرة قبل السماح باعادة فتح المعابر, لما كانت تمثله هذه الانقاض من شاهد حقيقي وواقعي على شراسة الحرب على غزة .  كما أن عملية إدخال البضائع المختلفة عبر الانفاق في رفح قد ساهمت في تخفيف الضغط الدولي عن الحكومة الاسرائيلية لفتح المعابر, و أوصى أبو شهلا بضرورة تشكيل هيئة مستقلة متفق عليها في غزة والضفة الغربية لإعادة إعمار غزة.
اما عبد الكريم عاشور فقد تتناول احتياجات القطاع الزراعي للإعمار حيث أشار إلى الأضرار المباشرة التي لحقت بالقطاع الزراعي جراء العدوان الإسرائيلي على غزة وذكر أن الوضع الفلسطيني الداخلي من اهم العوائق التي تعيق عملية الاعمار كون الانقسام الفلسطيني يمنع الدول المانحة من ضخ اموالها للقطاع بالاضافة الى ان القطاع الزراعي يتمتع بخصوصية كونه مرتبط بعنصرين اساسيين وهما الارض والماء اللذان يدور حولهما نزاع مع اسرائيل منذ سنين. كما نوه الى ان القطاع الزراعي خلافاً عن القطاعات الاخرى لم يقدم له تمويل ودعا الى ايلاء الاهتمام لموضوع الامن الغذائي ومكافحة الفقر. و أوصى عاشور بضرورة تشكيل لجنة وطنية عليا تشرف على عمليات إعادة الإعمار الزراعي و إقرار سياسة زراعية جديدة في قطاع غزة تأخذ بالاعتبار المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى المحددات البنيوية الأخرى.
وجاءت الجلسة الثانية تحت عنوان الجهود الدولية والمحلية لإعادة الإعمار، وتناول فيها مروان الأغا
مؤتمر شرم الشيخ وتوصياته وورقتي عمل تستعرضان برامج إعادة الإعمار الدولية والمحلية. 
من ناحيته قدم عمر شعبان موجزاً عن مؤتمر شرم الشيخ وتوصياته والمبالغ التي وعد بها و أشار إلى أن معظم تمويل شرم الشيخ كان تمويلا عربياً وأن هنالك خلط بين الأموال التي رصدت لدعم الشعب الفلسطيني ما بين موازنة السلطة ودعم إعمار غزة. كما وضح شعبان أن أحد أخطاء مؤتمر شرم الشيخ انه لم يعد الية واضحة لاعادة الإعمار  ودعا لأن يكون هنالك جسم مستقل يشرف على عملية الإعمار.
أما معين رجب فتحدث عن الجهود المحلية المبذولة لأعمال البناء وإعادة الإعمار في قطاع غزة مشيراً إلى خطط الطوارئ، والإعانات الاغاثية، و أعمال الترميم والصيانة لعدد كبير من المساكن والمنشآت. و أوصى رجب بإعطاء أولوية لحشد كافة جهود المؤسسات المحلية للمشاركة في إعادة الإعمار بمشاركة أكبر للنقابات والاتحادات المهنية مع إعطاء أهمية كبيرة لوحدة معلومات مركزية محدثة، وايلاء العنصر البشري الفني الاهتمام الكافي، مع  السعي حثيثا لإنجاح جهود  المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وفي نفس السياق تحدث د.محمد مقداد, عن البرامج الدولية الحكومية وغير الحكومية في إعادة الإعمار منوهاً إلى المؤتمرات والقمم التي عقدت بهدف تنظيم الجهود وتمويل عملية إعادة إعمار غزة والنهوض باقتصادها وقال أن تلك الجهود والوعود كانت نظرية وبقيت إلى الآن بعيدا عن التنفيذ مرهونة بشروط واعتبارات سياسية ومرهونة بالقبول الإسرائيلي الذي لا يزال يحاصر غزة ويمنع دخول مواد البناء ومتطلبات إعادة الإعمار.
وأوصى المؤتمرون بتشكيل هيئة مستقلة تقوم بالتنسيق والتعاون مع الجهات الممولة لوضع آلية للإشراف والشروع في إعادة الإعمار. وإنشاء وحدة معلومات مركزية مستقلة تقوم بتزويد الهيئة بمعلومات وبيانات دقيقة ومحدثة. كما أوصوا بتأهيل العنصر البشري ورفع كفاءته في جميع القطاعات من خلال برامج التدريب والتطوير.، وتكثيف الجهود الدافعة إلى إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية. وقد كان هذا المطلب هو ما اتفق عليه الجميع في أوراقهم مؤكدين على عدم وجود أي إمكانية لإعادة الأعمار إلا بإنهاء الانقسام.


مدون وناشط مجتمعي
عضو ائتلاف 15 آذار
عضو الحملة الوطنية الشبابية لإنهاء الانقسام
00972598702035




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق