بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، أبريل 04، 2011

المدونات وحرية التعبير..



بقلم: عبده جميل اللهبي


في عالمنا العربي لازالت حرية الصحافة تخضع لأمزجة السلطات وأراء المقربين منها، وتسمح لها السلطات متى ماكانت بصالحها وتضيق عليها متى ماكانت ضدها..

مامن أحد يلوي عنق الصحافة ويتعسف على حرياتها كما يفعل السلطويون وأصحاب القرار اليوم. ممن يعتقدون أنهم قادرين على فهم الحرية ومحدداتها وتصويرها بالطريقة التي يرونها صالحة للاستعمال والاستهلاك الآدمي للإنسان العربي..

صحافة تجدف بذراعيها في بحر متلاطم أمواجه تتوق إلى شواطئ النجاة ، تنصب فيها أعلامها وتسترخي على امتداداتها..

عند أناس لازالوا يفتشون في صفحاتها على الكلمات المتعثرة وزلات وهفوات واختلافات أقلامهم ، كي يشهرون في وجوههم سيوف الردة ويتناولونهم بتهم الكفر والخيانة والعمالة وماالى ذالك من التهم والأحكام الجاهزة التي لاتحتاج إلى تفكير..

وعلى مر عقود وسنوات ظهرت تيارات وأحزاب تدعوا إلى حرية الصحافة وتقديس هذا الحق العام..استطاعوا أصحاب هذا الحق فرض قوانين وتشريعات تحمي الصحافيين وتساعدهم في التعبير عن أرائهم ومواجهة السلطات القامعة .

كان هذا عندما أصدرت عصبة الأمم المتحدة قانون يحمي الحريات الصحفية ويعزز من حرية التعبير، على أنهما حق مشروع لكل كاتب وصاحب رأي..

ولقد أتاح هذا القانون ظهور صحف وصحفيين جدفوا بأذرعهم في ظروف كان العالم العربي حينها غارقاً في لجة التخلف والجهل والمرض، إضافة إلى العداء المستعر والمحموم الذي كان حينها ضد المحررين الأجانب

- الاستعمار- وشكلت أرائهم قفزة قوية في وجه أعتا وأغبى عقلية استبدادية في التاريخ العربي وحضور قمعي عربي . فكانت طفرة في عالم الصحافة وحرية التعبير أمثال: جمال الدين الأفغاني وعبد الرحمن الكواكبي ورفاعة الطهطاوي ومحمد عبده ورشيد رضا وغيرهم..

لكن اليوم وبعد مضي عقود من الزمن أصبح العقل العربي أكثر تخلفاً وانصياعا للأحكام الجاهزة من ذي قبل.. وأكثر انجرارا خلف ماضٍ معقد وزمن متخلف وفجوة تاريخية لم يصلحها التاريخ نفسه..

وبدلاً من هذه الصحافة المسلوبة الإرادة والمنطوية على نفسها استطاعت ثورة الانترنت أن توجد لنا اليوم صفحات بالمجان لنعبر عن أرائنا المقموعة وحرياتنا المسلوبة في قوالب الصحافة الالكترونية والمدونات..

حقيقة أنني لست ممن يشجع على الصحافة الشعبية لكنني أرى فيها مساحة حرة وواسعة لكثير ممن حرموا الحق في حرية التعبير وإبداء الرأي المختلف..والحدث بطبيعته يشجع الكتاب على التعبير بحرية ودون خوف من أحد..غير أن مشكلتنا هي في التهديدات التي يتلقاها المدون ويخاف منها بعض الشيء.. لأنها تأتي من أناس منقبتهم الوحيدة أنهم لازالوا يستطيعون البحث والتنقيب على الاسماء المختلفة ومواجهتها بتهديدات كالقتل وغيره..

وهذا النمط من المهددين كثير في العالم العربي ويرجع السبب الى الدين الذي جعلهم مجرد دمى تتحرك بأوامر ونواهي لاحق لهم في الرأي او الاختلاف او حتى في الشك نفسه.. عاجزين وفاشلين في حياتهم يرون في الاخر المختلف تهديدا لهم ولأبنائهم في محاولته إخراجهم من بيت الطاعة والإرتكاس الذي هم فيه..

وباعتقادي أن ماسبق يقارب إلى حد ما المشكلة ويتلمس جوانبها..في أن المدونات الالكترونية أصبحت مدونات الحرية الحقيقية التي عجزت عن ان تجاريها الصحف ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق