بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، مارس 31، 2011

الشعب يريد إزالة الاحتلال ..... الشعب يريد إنهاء الانقسام


بقلم: عبد الرحيم ملوح
 
 

بالأمس سارت مظاهرة في دوار المنارة برام الله سياسية وشبابية ، دعت لها شبكة المنظمات الأهلية والقوى الوطنية والإسلامية وتبوأ الصدارة فيها ، الشباب الفلسطيني من كلا الجنسين ، وشاركت فيها جميع القوى السياسية وعدد من قياداتها ، وحملت شعارات .. الشعب يريد إنهاء الاحتلال .. والشعب يريد إنهاء الانقسام . وكان الحضور بارزاً لشبيبة اليسار .

لقد استعادت هذه المسيرة ، زخم دور الشعب الفلسطيني في مسيرته الطويلة وانتفاضاته المتكررة وكفاحه المتعدد الأشكال والأساليب ضد الاحتلال والظلم الواقع عليه منذ عقود طويلة. كما مثلت انتفاضة الشعب التونسي والمصري ، وما يجري في اليمن والبحرين وليبيا والجزائر .. من تحركات فاصلة ، حافزاً جديداً لشعب فلسطين مما يدلل على عمق انتمائه وارتباطه العربي وتأثره بما يجري في هذه الأقطار والمحيطة به بشكل خاص . فشباب فلسطين القابعين في زنازين الاحتلال أو الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وغطرسة مستوطنيه يعيشون يومياً قضايا الحرية والديمقراطية ، ويدركون أكثر من غيرهم إن إزالة الاحتلال والعودة للديار وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، يتطلب الوحدة الوطنية الفلسطينية والمشاركة العربية والدعم الدولي . ولهذا نراهم منفتحين على كل رأي أو موقف أو دعوة تدعمهم في تأمين هذا. والملفت للنظر أنه رغم الخلافات السياسية والانقسام ... إلخ ، فإن الشعب الفلسطيني وبخاصة ممن تواجد في دوار المنارة ، كان حريصا على وحدة الموقف من الاحتلال ومن الانقسام ومن الدعوة للديمقراطية فالشعارات موحدة ويؤطر التحرك علم فلسطين . ومن يدقق في هذا المشهد وما كان يقال هنا وهناك ، يجد أن الشعب يد واحدة ، والمطلوب من السياسيين والقادة والمفكرين والإعلاميين إعلاء شأن هذه المطالب ، وليس الحضور والتحدث مع وسائل الإعلام فقط .


إن مطلب الشعب بكل مكوناته الوحدة والعمل معاً ، في إطار برنامج موحد وكيان سياسي واحد ، من أجل إزالة الاحتلال ، واستحضار المشاركة العربية والدعم السياسي الدولي ، وتقوية نظامنا وكياننا السياسي م . ت . ف ، وبرنامجها الوطني في حق العودة وتقرير المصير والدولة ، ومما كفلته له الشرعية الدولية بقراراتها المتعددة . موجهة للقيادة الفلسطينية وللمسؤولين عن الانقسام أولاً ، ولجميع القوى السياسية والاجتماعية ثانياً ، ولذاته كشعب في أماكن تواجده كافة ثالثاً . فما حدث بالأمس بدوار المنارة ، لا يعدو كونه باكورة عمل شعبي وسياسي ، ودعوة لتعميمه على أرجاء الوطن والشتات ، وفي مختلف أماكن التواجد الشعبي والسياسي ، ليشكل عامل ضغط شعبيا حقيقيا على أصحاب القرار ويبعدهم عن حسابات الضغوط الأخرى أو الحسابات السياسية والفئوية أو الشخصية ويقربهم أكثر فأكثر من حسابات الشعب الفلسطيني ، حسابات الشباب ، حسابات الشارع في إزالة الاحتلال وإنهاء الانقسام والديمقراطية السياسية والاجتماعية .


ولكي يستجاب لحسابات الشعب هذه أرى أن تتم بأسرع وقت ممكن الدعوة للقاء وطني، وليس مهماً المكان أكان في مقر المجلس الوطني في عمان أو حتى في سفينة في البحر المتوسط ، مع أنني أفضل مقر الجامعة العربية بمصر ، لكل قوى وفعاليات الشعب الفلسطيني وفقاً لما ورد في إعلان القاهرة آذار 2005 ويمكن أن يكون في إطار اللجنة المشكلة منه ، ليناقش التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني ومجابهتها وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على أسس ديمقراطية حقيقية ويأتي في مقدمتها انتخابات المؤسسات الوطنية الفلسطينية .


وأقترح أن يشارك في هذا اللقاء ممثلون لشباب فلسطين في الوطن والشتات . ويوجد بأيدينا أوراق سياسية وتنظيمية موحدة ومتفق وموقع عليها من الغالبية الساحقة من القوى والبعض منها من جميعها ، في مقدمتها البرنامج الوطني الفلسطيني ( تقرير المصير والعودة والدولة وعاصمتها القدس + وثيقة إعلان الاستقلال + إعلان القاهرة 2005 + وثيقة الأسرى ،( وثيقة الوفاق الوطني) 2006 + ما اتفق عليه في الحوار الوطني في القاهرة آذار 2009 ، وفي لقاءات دمشق بين فتح وحماس في نهاية العام الماضي ) . وهذا يمكن من النجاح والتقدم ، نحو توحيد الموقف السياسي والجهد الوطني المشترك سياسياً وديمقراطياً في مواجهة الضغوط والتحديات وفي فتح الطريق أمام تحقيق حقوق شعبنا الوطنية ومن الاستجابة لتطلعات الشارع بشبابه وشيبه بالحرية والديمقراطية .


وفي هذا الإطار ، أدعو للحذر من الانتظار ، ولما ستؤول إليه الأوضاع في هذا القطر العربي أو ذاك . ففي الوقت الذي علينا فيه دعم خيارات الشعوب وحقها في الحرية والديمقراطية ، فإن مسؤوليتنا الاستجابة لمطالب شعبنا ، فالانتظار لا يؤدي إلا للمزيد من التآكل . والرهان الخاطئ يضر بأصحابه أولاً وبالشعب ثانياً . فالوطن والشعب فوق الجميع وأهم من الجميع . ولنغن معاً أنشودة أم كلثوم :


أنا الشعب ... أنا الشعب لا أعرف المستحيلا ولا أرتضي بالقيود بديلا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق