بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، مارس 31، 2011

الشعب يريد إنهاء الانقسام


بقلم: آلآء كراجة



وسط الثورات العربية المتقدة والمتلاحقة، بدءً من تونس مروراً بمصر
 والآن ليبيا واليمن والبحرين وسلطنة عمان، والتي ترمي بظلالها وتبعاتها على المنطقة بأكملها، لم يكن الشارع الفلسطيني بعيداً عن هذه الأحداث والتغييرات، بشبابه الذي يعد وقود الثورات والانتفاضات، فقد بدأ الحراك الشعبي من أجل التغيير، لكنه جاء فلسطينياً تحت عنوان "الشعب يريد إنهاء الانقسام".
الشعب اختار إنهاء الانقسام باعتباره أولوية من أجل الإصلاح والتغيير، وهو اللبنة الأولى على طريق إنهاء الاحتلال، ورغم انقسام المجموعات الداعية للتغيير والتظاهر على الموقع الاجتماعي الفيسبوك، ما بين الدعوة لإنهاء الانقسام أو إنهاء الاحتلال، بين من يقول بأهمية الوحدة الوطنية كونها الوصفة الحقيقية لإنهاء الاحتلال، وبين من يعتبر الاحتلال الإسرائيلي العدو الأول وبالتالي ضرورة التخلص منه ومن ثم التفرغ للشأن الداخلي، وكلاهما يحظى باهتمام كبير، لكن الأهم هو ضرورة الاتفاق وتركيز الجهود وليس بعثرتها والتعلم من الدروس الجديدة التي قدمها النموذج المصري والذي تجاوز كل اختلافاته وخلافاته من أجل تحقيق أهدافه.
إن ما يتوجب علينا هو مجاراة التيار وليس السباحة عكسه، واستثمار هذه الموجة التي لا بد أن تحملنا إلى شط التغيير والحرية، من أجل تحقيق حلم المواطن العربي من خانع ومكسور إلى ثائر ومنتفض على جلاديه، ومن أجل بناء مجتمع يشترك أفراده في الدفاع عن الوطن وعن مصالحه، لا في الاستماتة في الدفاع عن الفئوية والمصلحة الفردية.
ولا يغيب على بال أحد أن الوضع الفلسطيني الداخلي أو الإسرائيلي سيتأثر بزبد ما يجري من تغييرات إقليمية في الدول العربية، بعد زوال الأنظمة السياسية السابقة وأجندتها وخاصة المصرية.
وبعد ثورة 14 كانون أول/ ديسمبر وثورة 25 يناير/ كانون الثاني و17 فبراير/شباط ، اختار الشباب الفلسطيني موعدا لانطلاق ثورته على الانقسام الخامس عشر من مارس/آذار، إذ أن الحراك الشبابي القائم الآن على صفحات الفيسبوك، والذي جاء بمطالب واضحة أهمها إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وغيرها من المطالب التي وردت على صفحة المجموعة على الفيسبوك والتي تتقاطع بدورها مع المجموعة الداعية لإنهاء الاحتلال وأبرزها:
1-إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في سجون السلطة وحماس.
2-وقف كافة أشكال الحملات الإعلامية من الطرفين.
3-استقالة حكومتي هنية وفياض للتمهيد لحكومة وحدة وطنية متفق عليها من كافة الفصائل الفلسطينية باختلاف ألوانها.
4-إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية لتضم جميع ألوان الطيف السياسي الفلسطيني.
5- الإعلان عن تجميد المفاوضات بشكل كامل إلى حين التوافق بين الفصائل الفلسطينية المختلفة على برنامج سياسي معين.
6-إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة في وقت تختاره جميع الفصائل وتتفق عليه.
7-وقف التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي. وغيرها من المطالب
هذا هو الدور الشبابي المنتظر والمبادرة التي تستند إليها عملية التغيير، والذي أشعل فتيل حماسه محمد بوعزيزي بثورة الياسمين ومن ثم ثورة 25 يناير في مصر....الخ، هذا هو الدور القيادي الذي لطالما حاول الشباب أن يزاحم من حوله للحصول عليه، لكن السؤال: هل من الممكن أن ترقى هذه المجموعات الشبابية الفلسطينية إلى الحركات الشبابية العربية الأخرى التي نجحت في تحقيق مرادها؟ أم أن الحالة الفلسطينية حالة مختلفة ولها خصوصيتها ولا يجوز لنا أن نقيس عليها ما جرى ويجري في الدول العربية!، ولا تعدو هذه الثورة الشبابية كونها حالة مفرطة من التفاؤل إثر نشوة الانتصار والخروج عن حالة الخنوع وكسر جدار الصمت التي أصابت المواطن العربي، وأن انقسامنا بحاجة لوصفة أقوى من مجرد تظاهرات وضغوط شعبية؟؟؟ فهل لنا أن نسأل الشباب ما شكل المقاومة التي ستنهون بها هذا الاحتلال أو مخططكم لأنهاء الانقسام خاصة إذا كنتم أنفسكم منقسمون على أيهما أولاً إنهاء الإنقسام ام الاحتلال؟
على أية حال فإن التساؤلات السابقة ليست لتثبيط عزائم الشباب، بل إننا نشيد بهذه التحركات، وإن لم تحقق المطالب كافة، لكنه حراك فاعل ومطلوب "فإنه لا يُسمع من ساكت".
أيام قليلة تفصلنا عن الخامس عشر من آذار، حتى يتبين لنا مآل هذه المطالب، وحتى ذلك الحين قد تخبئ لنا الأيام المزيد من المفاجآت، من يدري!.
آلآء كراجة هي كاتبة في دائرة الإعلام والمعلومات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح. يمكن الاتصال بها عن طريق البريد الالكتروني:mid@miftah.org

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق