بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، مارس 31، 2011

الشعب يريد إنهاء الانقسام



بقلم: عمر نزال
nazzal@clackate.com


ما أن انطلقت التظاهرات الثلاث المؤيدة لشعب مصر في الناصرة، رام الله، وبيت لحم في الخامس من شباط الجاري حتى صدحت الحناجر بعديد الشعارات التي رددت في تونس والتي رددت ولا تزال في ميادين وشوراع مصر. ولكن شباب فلسطين والمشاركين عموماً التقطوا شعارهم الناظم الخاص بقضيتهم من بين مجموعة شعارت خاصة بالوضع الفلسطيني ترددت في المسيرات، كان الهتاف يتوحد والنبرات تعلو بذات النغمة هاتفة "الشعب.. يريد.. انهاء الانقسام" وبدت المسألة كمن التقط الحلقة المركزية لثورة شباب فلسطين.
ليس من باب التقليد او استنساخ الثورة، بل لأن ما جرى في تونس ويجري في مصر حفز كل الشباب النابض في الوطن العربي على التحرك كل لقضيته، وكل وفق خصوصية بلده، تحت عنوان اساسي عريض وواضح هو "التغيير".
 ولأن لدى شباب التغيير في فلسطين ما يكفي من النضج  فانه يدرك ان شعار التوانسة والمصريين (الشعب يريد اسقاط النظام) لا يصلح لنا كفلسطينيين لاعتبارات عدة أولها اننا شعب يرزح تحت وطأة احتلال استيطاني تستلزم مقاومته طاقات كل ابناء فلسطين اينما وجدوا ومهما كان انتمائهم، وان أية تباينات حول آليات تحقيق أهداف شعبنا وفق ثوابته الوطنيه تندرج في خانة الاجتهاد واحياناً المصالح الفئوية غير المبررة، وثانيها ان ليس لنا نظام بالمعنى والشكل الموجود في بقية الأقطار العربية، وأن شرعية الرئيس وكلا الحكومتين في الضفة وغزة تستندان لثقل قاعدة عريضة من ابناء شعبنا في الأراضي المحتلة، ناهيك عن ان السلطة كنظام بوجودها وهياكلها تستند لقرار منظمة التحرير والتي تجمع كل الأطراف على ضرورة اصلاحها وتطويرها دون الشكيك بشرعيتة تمثيلها للشعب الفلسطيني.
ولأن شباب التغيير هنا يدركون تماماً بأن اولى اولويات الشعب الفلسطيني اينما كان هو انهاء حالة الانقسام الكارثي المستمر منذ نحو ثلاث سنوات، وان هذا الانقسام اضحى عائقا امام استكمال نضال شعبنا ضد الاحتلال، بل وخطراً يتهدد وحدة شعبنا الوطنية والمجتمعية ووحدة ارضنا جغرافياً فقد التقطوا هذا الهتاف وتبنوه كشعار لاتجاه عملهم وتحركاتهم، وفي هذا ما يعكس نضج شباب التغيير في الأراضي المحتلة.
وما ان انتهت التظاهرات حتى بدأ (فيسبوكيو) فلسطين بالترويج فرادى او عبر عدد من المجموعات لضرورة التحرك لانهاء الانقسام، او بشكل أدق فرض انهاء الانقسام بعد ان عجزت كافة الجهود الفلسطينية والعربية عن تحقيق ذلك لأسباب نعرفها جميعاً، وبعد ان تمترس طرفي الانقسام كل خلف موقفه وموقعه وبدى كأن الانقسام باقٍ ابدا، بل انه بات يترسخ ويتجذر ويتحول لشرخ حاد بين الضفة وغزة. وذهبت بعض مجموعات التواصل عبر الفيسبوك أبعد من ذلك عندما حددت مواعيد لانطلاقة التحرك، فيما صدر من غزة عبر البريد الألكتروني "نداء رقم 1" متضمنا رؤية وبرنامجاً ومتطلبات من كل فئة وقطاع حول دوره في لتحرك شباب فلسطين القادم لإنهاء الانقسام.
ولإن كانت ثورتي تونس ومصر قد ووجهتا بالقمع والمعارضة ومحاولات الألتفاف عليهما من قبل النظامين والاحزاب الحاكمة وذيولهما وبلطجيتهما، فان تحرك شباب فلسطين ان حدثت سيكون موضع اجماع بل وترحيب من قبل الجميع بما فيها طرفي الانقسام، على الأقل نظرياً، ولكن، ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل، وهو ما اعاق عمليا كل جهود ومحاولات انهاء الانقسام حتى الآن، فان على الشباب وضع تصور متكامل وتحديد آليات عملية قابلة للتنفيذ، والزام كلا الطرفين بها، وان حجم الضغط على هذا الطرف او ذاك يجب ان يرتبط بمدى تعطيل اي منهما لتنفيذ الرؤية.
نعم انه هدف سام لا يمكن التقدم خطوة للامام في تحقيق اهداف شعبنا دونه، على ان يتبعه تطبيق وثيقة الوفاق الوطني واتفاقات القاهرة 2005 باعتبارهما محل اجماع وطني عريض، وهذا كله يمهد لاعادة الاعتبار لقضيتنا كقضية شعب واقع تحت الاحتلال يقاوم  محتليه بشتى الوسائل والأساليب تشترط غالبيتها التحلل من قيود اتفاقات اوسلو ومن نهج التفاوض الكارثي الذي استمر عقدين قضى خلالههما على كل ما كان يمكن ان يبنى عليه من انجازات وطنية واعاد نضالنا ليس فقط الى نقطة البداية بل الى ما دون الصفر بدرجات.
ان حدث ذلك، فانني  على ثقة بان شباب فلسطين الناضج قادر على الامساك بكل خيوط القضية وبما يكفل عدم التلاعب في اهدافه بل وتحقيقها باقل جهد وأقصى سرعة ممكنة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق