بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، أبريل 24، 2011

إلى أين نتجه..؟!



بقلم: زهية شاهين
 أخصائية نفسية
 برنامج غزة للصحة النفسية

نهضت غزة من نومها على فاجعة اختطاف ومقتل المتضامن الأجنبي "..ما ا لمثير في ذلك؟ ..نهضت غزة  وامتلأت الصحف والمجلات بأخبار وإبداعات وبكائيات غزة علي البطل الفريد من نوعه !!.. وزينت صوره الفيس بوك واستحوذ موته على حوارات الشباب وأصبحت هناك قضية, ولكن الملاحظ أن أكثر الفئات تأثرا هم فئة الشباب ( لماذا ؟) ويلحقهم بعض المناضلين من العهد الماضي الجميل ويلحقهم بعض رجالات الحكومة في صدمة تحديد الموقف واحتواء الوضع  ويلحقهم بعض المنافقين الذين يريدون التواجد في الصورة ..الخوالمثير يا سادة انه منذ فترة زحف الفتور والإحباط  واللامبالاة على جزء كبير من شعبنا وأصبح الشهيد يمر في طرقات غزة ولا بواكي له , وكأنه لا يعني سوى أهله  حيث فقد شهيد التنظيمات رونقه , فمن هذا الغريب الذي يستعيد به القوم هويته ويعطي هذه الطاقة إبداعية ..هل لأنه فريد من نوعه أو إن بموته شعر الناس كأنه الموت للمرة الأولى يزور المدينة .. هل لأنه غريب؟  ونحن ثقافيا إحساسنا بالغريب عال أو لأنه يذكرنا بغربتنا في وطننا وبين أهلنا..كان هذا الرجل بيننا ولم نره حينها فلماذا نراه الآن بشكل مختلف ؟...نراه بطلا وأسقطنا عليه أحزاننا الدفينة القديمة والحديثة.. الشخصية والعامة ..أسقطنا رغباتنا وأحلامنا ..ما هذا يا هذا ؟.في جانب آخر لم يشفق احد على من قتل من قتلته رغم إنهم ضحايا في وطني مثله تماما ولم ير إلا الندرة لصورة المشكلة وهي التطرف وهذا أيضا عرض من أعراض المرض يا سادة ..مرض؟ ..نعم مرض  اسمه تشوه الهوية .هل أصدمكم في ذلك أتخيل ردات فعلكم وأعلم أن أغلبكم لا يريد مواجهة الحقيقة ..إذا ما الحقيقة يا سادة؟ الحقيقة يا سادة أن في داخلنا تشوهات حادة في هويتنا، في نماذج القيم لدينا, لقد أصابنا الرعب لأننا فجأة أُوقفنا على باب المجهول المخيف ..أين سنذهب؟ .من نحن؟ وماذا سيحدث لنا؟ , نحن جميعنا  أمام هذه الحالة من زمن ولم نرها لأننا في لاوعينا لا نريد المواجهة ورؤية الحقيقة لذلك انعكس ذلك على سلوكنا ومزاجنا اليومي .. وتسلل إلينا ببطء، إن تشوه الهوية يؤدي إلى تغير في مفاهيم الأمور فلم يعد الموت موتاً ولا الشهيد شهيداً وأصبح الصراع بلاهة وبلادة وإن نطقنا نقول علام  يتقاتلون؟ ... أيها السادة لا بد من تفسير لما يحدث إنها أوسلو ... بدأ الشرخ .. ويوماً بعد يوم سار يكبر ويكبر حتى وصلنا إلى الانهيار , سقطت قدسية التنظيمات ثم طل علينا صراع الأخوة الأعداء ثم الحصار وأخيراً حرب غزة الأخيرة التي قطعت أوصالنا وزادت مخاوفنا ومحاولة إرساء حكم الحكام في غزة والضفة بالتخوين و بالحلول الأمنية التي  كسرت آخر ما تبقى في كرامة الفلسطيني وطاردت أمن المواطن الذي لا أمان له.لقد جاء الحدث الأخير ليضعنا أمام المجهول الذي كنا نخشاه وهو أيدي خفية غير مرئية تثير القلق الجماعي والغريزي وهو قلق الموت والقلق تجاه المستقبل عموماً, القلق على الصورة الأخلاقية للفلسطيني وكأن السؤال هل نحن قبيحين بهذا القدر الكبير؟.كل ذلك كان نتاجه تشوهات في الهوية فما المقصود بالهوية – الهوية  ليست مسألة ثابتة ...إنها تتأثر بالتحولات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وبمسائل الصراعات على السلطة خاصة , ومكوناتها قيمية وأخلاقية والعادات والتقاليد والفكر وطرق التواصل الاجتماعي وخارطة الجغرافية ( ما شاء الله عنا خرائط وليست خارطة ) وطرق المواجهة  والتكيف الجماعية لأي حدث يواجه أي مجموعة أو شعب .وكل ذلك حدث فيه خلل في  تاريخ شعبنا الحاضر حيث تشوه الهوية والنماذج المثالية أدى بشعبنا إلى البحث عن حلول والحلول إما سلبية وهي الانسحاب إلى الخلف واللامبالاة أو ايجابية عبر المواجهة والتعبير عن الذات وبنائها .لذلك وجد فئة من الشباب نموذج فيكتور مناسب واسقطوا عليه كل صراعاتهم ورغباتهم وأمانيهم  لأنهم  افتقدوا النماذج المخلصة  والمتواضعة والتي تقترب من عالمهم وتحترمه, والتي لها قضية وهذا ما أشعرهم  بالذنب ...قد يعترض البعض ويقول اختزلتي كل ذلك وجردتي الناس من مشاعرهم وأرد : لم أختزل لأن نموذج مثل فيكتور يحمل قضية أممية في أي مكان من الكرة الأرضية الإنسانية فهذا يعتبر نموذج غير موجود في النماذج الرسمية  وإن وجد فهو فاقد الصلاحية بحكم السلطات التي تقلص دوره ..والشباب بالذات يحتاجون لنماذج تساعدهم على تشكل هويتهم الوطنية والشخصية  ولذلك حملوا القضية مالا تحتمل وهذه أكثر مرحلة يفتقد فيها شعبنا هذه النماذج والمشكلة ليس في عدم وجودها ولكنها كانت موجودة والكثير منها سقط أخلاقياً (بمفهوم القيم ) ووطنيا وحتى على المستوى العربي وجدت نماذج السلطة التي كانت تحكم بالحديد والنار بأنه من ورق وبقدر ما أسقط ذلك حاجز الخوف وأعطى القدرة على التحدي والمواجهة بقدر ما شكل قلق نتيجة عنصر المفاجأة وذلك لأن الهوية لا تتشكل بين يوم وليلة .هذا الوصف كان لفترات قريبة ولكن منذ قيام الثورة المصرية بالذات والشباب تنفس الصعداء وبدأ يبحث عن ذاته الجماعية بشكل سلمي يجنبه بطش السلطة سواء السياسية أو الاجتماعية  ولذلك الأدوات التعبيرية لدى الشباب أصبحت تزداد وتعطينا من إبداعاتهم الكثير ولكن  يا سادة حتى التعبير السلمي أيضا اصطدم بغضب السلطة (هنا وهناك) .وفي المقابل هناك فئة أخرى كانت ردة فعلها على الإحباطات هو الانسحاب ومعاداة المجتمع وتكفيره واللجوء لقدسية الدين  في استعماله والاحتماء بها نفسيا واجتماعيا.هؤلاء وهؤلاء هم أيضاً شبابنا شئنا أم أبينا ..الحلول الأمنية مع الفئتين في طريقهم لتشكيل هويتهم لن يأتي إلا بالتشويه والانحراف قد تكون الحلول الأمنية سريعة الحل وتشعر السلطتين بنشوة السلطة والسيطرة والشعور بالقوة والنصر ولكن لن يستمر ذلك مستقبلاً سوف تقلب الطاولة على الجميع....الحذر ثم الحذر ..لقد سقطتم يا سادة سقوط مروع ..انتم بحاجة أن تساعدوا أنفسكم على تشكل هوية إنسانية لكم ولشعبكم كي تستمروا ...





السبت، أبريل 23، 2011

رسالة هامة إلى الشباب الفلسطيني... في النقد الذاتي


بقلم أحمد عرار
مدون وناشط مجتمعي



كتب الصحفي المصري محمود نافع في صحيفة الجمهورية عن المستقبل وقد تحدث فيه حول إيقاع الدنيا في الفترة القادمة والذي سيكون سريعا جدا فالقادم مذهل وكل شيء سيكون على الهواء مباشرة دون حذف و دون تدخل ودون رقابة و"على عينك يا تاجر" وقد أصبح اليوم من الممكن أن يمتلك كل مواطن قناته الفضائية الخاصة بعد  إعلان موقع "يوتيوب" الشهير إمكانية القيام ببث مباشر على الإنترنت. وباختصار ومن الآخر أقول لكم ما قاله المفكر المغربي عبد السلام بنعبد العلي من إننا نعيش في مجتمع مرايا مجتمع "فرجة" ومن يزال يحلم بأنه بعيد عن العيون فانه واهم وحتى إن كان هو اعمي فالمبصرون من حوله كثر وما نحاول تغطيته وإخفاءه وحجبه تكشفه عيون المتربصون و المبصرون فغسيلنا الوسخ ينظر إليه الجميع الآن وأخطائنا الفظيعة وسخافاتنا اليومية لن يحجبها قولنا "الله يستر" لان الله لا يستر و لا يتستر على الأوساخ.
قبل أيام شكا العديد من وجهة نظر نقدية في موضوع ما يتعلق بالمهنية والحيادية، كانت قد طرحت للنقاش، هذه الشكاوى صدرت بسبب عدم تقبلنا النقد وتعودنا الدائم على المديح والتصفيق والتهليل، وبدل من أن نمارس النقد الذاتي لأنفسنا وأخطائنا، صرنا نتبادل الاتهامات والتخوين.
يقول خالص جلبي في كتابه – النقد الذاتي:" ليس أبغض على النفس من الانتقاد، ولا تسكر النفس بخمر كالثناء؛ فالنقد حنظل، والمدح عسل مصفى للسامعين والقارئين. ولكن الروح لا تنضج إلا بجو المعاناة والمواجهة، وليس مثل الوعي نورا، وأعظم مؤشر على الحكمة تقبل النقد وتحمله وشكر صاحبه والاستفادة من الملاحظة، فليس من إنسان فوق الخطأ، ودون المزلَّة والحيد عن جادة الصدق".  وإن أعظم النفوس كما يقول ديكارت عندها استعداد لارتكاب أفظع الذنوب!.
حينما بدأت التحركات الشبابية العديدة وانطلقت هذه الصحوة الشبابية المنادية بإنهاء الانقسام، كانت تُشكل بداية حقيقية لنهضة شبابية ودور شبابي كان من المفترض أن يكون منذ زمن، وانطلق الشباب الفلسطيني تاركا عباءةِ الحزب مرتديا العباءة الوطنية من غير وسيط، مع القناعة التامة للشباب بان هذه الأحزاب كانت وسيلة للنضال السياسي والمقاومة من اجل الوطن ولأجل هذا الهدف تأسست، لكنها اليوم فقدت هذه الأهمية، وغلب الكثير من الأحزاب والفصائل مصالحهم الشخصية الذاتية وطمعهم في المناصب، وتغليب مصلحة الحزب على مصلحة الوطن، لقد فقد الشباب ثقتهم بهذه الأحزاب وخلعوا عنهم كل هذه التسميات الحزبية الضيقة وخرجوا تحت شعار واحد وعلم واحد هو علم فلسطين.
لكن هذه النهضة الشبابية لم تسلم من تدخل الأحزاب ولم تسلم أيضا من ثقافة المصلحة التي غلبها بعض الشباب وثقافة الشخصنة، فقد بدأ الشباب التفكير في المصالح والمراكز. إضافة إلى أخطاء عديدة في التنسيق والمتابعة بين المبادرات الشبابية المختلفة مما افقدهم الزخم الجماهيري، كما حاولت حكومة حماس تشويه صورة الشباب مدعية زورا وبهتاناً بأنهم اخذوا أموال من اجل هذه التحركات وبان تحركاتهم هذه ترتدي قناع نضالي ووطني ضد الانقسام لكن هدفهم الانقلاب على الحكومة في غزة.
قبل أيام خرج الشباب في يوم الأسير بمسيرة من أمام مفترق الجامعات وصولا إلى الصليب الأحمر بغزة وكانت جميع المبادرات الشبابية والقوى الوطنية والإسلامية أيضا قد دعت إلى هذه المسيرة، وكانت المفاجأة بان عدد من شارك في المسيرة لا يزيد عن 100 شخص من كل قطاع غزة، أما من كان يعتصم أمام الصليب فلم يزيد عن 2000 شخص أيضا.
وقبل ذلك بيوم 16/4/2011م كانت مباراة ريال مدري وبرشلونة تعرض في المقاهي الساعة 12 صباحاً وكان عدد المتفرجين مئات الآلاف وخرجوا يرددون الشعب يريد ريال مدرير.
إنني هنا أريد أن أتسال أين مئات الآلاف الذين خرجوا في يوم 15 مارس لماذا لم يشاركوا في الدعوات التي استمرت من اجل المطالبة بإنهاء الانقسام؟
هذا السؤال هو ما يجب على الشباب المنادي بإنهاء الانقسام طرحه، اليوم من اجل إعادة رص الصفوف وإعادة ترتيب خطواتهم القادمة، لأنني اعلم بان نواياهم وعزائمهم لن تخور ولن يستسلم الشباب إلا بإنهاء الانقسام مهما حاول الجميع التخريب من خلال التشويه والقمع والاعتقالات أو حتى حبك المؤامرات.
أيها الشباب الفلسطيني واصل نضالك ولا تخشى أي شيء، واعلم بان أي عملية نضال سياسي أو اجتماعي لها ثمن، واعلم بان الوطن هو أغلى ما نملك وبان الأرض هي اغلي واعز حبيبة. وتذكر ما قاله شاعر العروبة احمد شوقي:
وللأوطان في دم كل حر            يد سلفت، ودين مستحق
ومن يسقي ويشرب بالمنايا         إذا الأحرار لم يسقوا ويسقوا
ولا يبني الممالك كالضحايا        ولا يدني الحقوق ولا يحق
ففي القتلى لأجيال حياة           وفي الأسرى فدى لهمو وعتق
وللحرية الحمراء باب              بكل يد مضرجة يدق

إن رسالتي الأخيرة موجهة لحركتي فتح وحماس، عليكم أن تنتبهوا جيدا من لم يستمع للشباب اليوم لن يجد من يستمع إليه غدا، ومن لم يقف مع مطلب الشعب والشباب سيجد نفسه غدا عاريا ولن يجد من يقف معه أو يؤيده وسيخسر كل شيء.
 الشعب اليوم يريد المصالحة فلماذا يتم تسويف وتأخير هذا المطلب والخيار الوحيد الذي من الممكن أن يجعلنا نقف في وجه الاحتلال الصهيوني خاصة في ظل المتغيرات العربية التي من الممكن أن استثمرنها جيدا ستكون نافعة لنا ولقضيتنا. تصالحوا مع أنفسكم قبل فوات الأوان وتأكدوا بان شباب فلسطين قادر على تغيير كل شيء وقادر على مواصلة مسيرة نضاله، فلطالما كان هو وقود الانتفاضات السابقة وهو روح المقاومة ووقود معركة التحرير القادمة.
وقد أسمعت لو ناديت حياً









أحمد عرار
مدون وناشط مجتمعي
عضو ائتلاف شباب15 آذار لإنهاء الانقسام
عضو الحملة الوطنية الشبابية لإنهاء الانقسام
00972598702035



الاثنين، أبريل 18، 2011

((أسبوع الأسير الفلسطيني))

تقرير إخباري
ائتلاف شباب 15 آذار لإنهاء الانقسام يحيي يوم الأسير الفلسطيني، ويشارك في بيت عزاء المتضامن الايطالي
((أسبوع الأسير الفلسطيني))
أحيا ائتلاف شباب 15 آذار أسبوع الأسير الفلسطيني الذي بدأ يوم 16 /4 بإضراب مفتوح عن الطعام قام به بعض أفراد الائتلاف تضمانا مع الأسرى، كما وتواصلت الفعاليات التي قام به الائتلاف في يوم الأسير الفلسطيني 4/17/ حيث شارك الائتلاف في الاعتصام الجماهيري أمام الصليب الأحمر، وقد انطلقت مسيرة التضامن مع الأسرى والوحدة الوطنية من مفترق الجامعات في الساعة العاشرة صباحا. وفي نفس اليوم توجه الائتلاف إلى بيت الأخت المناضلة أم جهاد الوزيرحيث تصادف ذكرى استشهاد القائد "أبو جهاد" وذلك وفاء للشهداء وتأكيدا على استمرار المقاومة حتى دحر الاحتلال.
كما قام الائتلاف بالمشاركة في بيت عزاء الشهيد الايطالي في غزة وقد سلم الائتلاف برقية عزاء إلى القنصل الايطالي.معربا فيها عن أسفه لمقتله على أيدي المجرمين ومؤكدا بان هذه الجريمة لا تمت إلى أخلاق الفلسطينيين ولا إلى مقاومته الشريفة.
وفي يوم الاثنين شارك الائتلاف بمسيرة تسليم جثمان الشهيد إلى أهله مرورا بمعبر رفح حيث استلم جثمانه بعض أصدقائه الذين حضرت منهم إلى غزة صديقته كلوديا ميلانو، والتي قدم لها الائتلاف واجب العزاء في جاليري البلد.
وفي نفس السياق التقى الائتلاف بهيئة الوفاق الفلسطيني بدعوة وجهت له. وكان قد حضر اللقاء "أحمد عرار" عن ائتلاف شباب 15 آذار لإنهاء الانقسام مع باقي الزملاء من المبادرات الشبابية الأخرى وسكرتارية القوى. وقد تواجد كلاً من د. احمد يوسف ود. كمال الشرافي ود. جميل سلامة من هيئة الوفاق الفلسطيني. والذين أعربوا بدورهم عن أهمية الجهود والمبادرات الداعية لإنهاء الانقسام، مؤكدين على دعمهم لاستمرار هذه الفعاليات من اجل وحدة الوطن والشعب.
كما وأعلن الائتلاف عن استمرار الفعاليات المنادية بإنهاء الانقسام، مؤكدا بأنه لا يمكن الحديث عن تحرير للأسرى أو استمرار مشوار النضال الفلسطيني من اجل تحرير فلسطين و لا مواجهة حقيقية للاحتلال الإسرائيلي إلا بالوحدة وبمشاركة كل أطياف الشعب الفلسطيني في اتخاذ القرار الوطني.
وفي سياق أسبوع الأسير الفلسطيني سيقوم الائتلاف يوم الخميس 2011/4/21م بزيارة لأمهات الأسرى وتوزيع الورود عليهن.
كما سينفذ الائتلاف رحلة لأطفال وذوي الأسرى على شاطئ بحر غزة دعما وتضامنا معهم. 

الأربعاء، أبريل 13، 2011

المُصالحة! شعار تضليلي للمراوغة !!!


رشاد أبوشاور



تتعامل القيادتان الفلسطينيتان القاسمتان للشعب الفلسطيني على أن شعب فلسطين ساذج يمكن تضليله دائما، وأنه يمكن أن يرضى بهما كيفما كانتا، ومهما فعلتا، لأنه لا خيار له غيرهما، فهما قدره، وبيديهما مصيره وهذا هو السبب الرئيس في عدم تغيير هاتين القيادتين، أو تبديلهما، وثباتهما على حالتهما المتبلدة، وخطابهما الممجوج الذي لم ينتج سوى الإحباط لشعبنا، ومنح الوقت الكافي للاحتلال لتنفيذ مخططاته بمنتهى الراحة، وفي مقدمتها احتلال مزيد من الأرض الفلسطينيّة، ومتابعة سياسة الاغتيالات والاعتقالات والاختطافات دون قلق من رّد فلسطيني موجع، لأن الطرفين المتصارعين مشغولان بتبادل الاتهامات، والاعتقالات، والكيد كل طرف منهما للطرف الآخر.
هذان الطرفان لا يريان ما يجري في بلاد العرب، ولا يسمعان هدير الإعصار الثوري، واكتساحه لنظم حكم ما كان أحد يتصوّر انهيارها بسرعة أمام ضربات الجماهير التي احتلت الميادين، وردّت على الرصاص والبلطجة بالدم، وانتزعت الحرية بأغلى التضحيات.
ركب الحكّام الطغاة ترتجف، وعروشهم وكراسيهم تهتز كما لو أن زلازل اليابان ضربتها فيما ضربت، ومع ذلك فالقيادتان الفلسطينيتان تعيشان في زمن ما قبل انتصار شعبي تونس ومصر، وثورتي الشعبين العنيدين في ليبيا واليمن، وما قبل نزول الجماهير إلى شوارع بغداد منددة بالاحتلال ومتوعدة بمقاتلته.
الجماهير العربيّة كلها تريد الحريّة من الشام لبغدان، ومن نجد إلى يمن..إلى مصر فتطوان، وفقط القيادتان الفلسطينيتان تعيشان في الماضي الانحطاطي الذي يتهاوى في بلاد العرب، وتقولان نفس الكلام السابق الممل الذي طالما ردده ناطقوها الرسميون في رام الله وغزّة بسماجة لا يحسدون عليها!
إنهما قيادتان(ثابتتان) لا تتغيران، فهما لا تتأثران بما يجري، وكأنه لا يعنيهما.. مكابرة وعنادا في الباطل، وتشبثا بامتيازات، ورهانا على انتصار كل طرف على الآخر، بضربة حظ، وبغير جدارة، وبعامل خارجي، وليس اعتمادا على قدرات شعبنا وفعله في الميدان.
الفلسطينيون حيثما كانوا، في وطنهم تحت الاحتلال، أو في الشتات القريب، أوالبعيد..يرهفون السمع والنظر بلهفة وفرح للحدث الثوري العربي التغييري، والذي لا تغيب عنه فلسطين، فهي في جوهره، وصلبه، وفي كل نقطة دم ينزفها جسد شاب وفتاة على الأرض العربيّة التي تنشد للحريّة بفصيح الكلام العربي. حقا: الأرض بتتكلم عربي، وكلامها ليس لغوا، ولكنه نشيد للحرية المرتجاة، وللكرامة التي افتقدت لأزمنة تحت حكم الطغاة السفلة.
كل هتاف للحرية من فم عربي هو هتاف لحرية فلسطين.
وكل هتاف للكرامة هو هتاف لكرامة فلسطين وشعبها وانتمائها
ولهذا يتابع شعب فلسطين ما يجري، ويراهن على أن كل قطر عربي يُسقط نظام الحكم عن كاهله، ويقتلع طاغية، يقرّب فجر فلسطين.
بدلاً من أن تنتقل القيادتان الفلسطينيتان من حالة المناكفة، والانقسام، والتنابذ، والاعتقالات المتبادلة المُخزية (لهما)، إلى تبني هدف الوحدة الوطنية، والتقاط اللحظة الثورية العربيّة، فإنهما تلعبان بنفس الكلام، تسوفان، تلتفان على مطلب الجماهير الفلسطينيّة بالوحدة الوطنية، وكأن شيئا لا يتغيّر.
تطرح السلطة بلسان رئيسها الرغبة في زيارة غزّة، واللقاء مع قيادة حماس، للاتفاق على حكومة تكنوقراط، تحضّر لانتخابات رئاسية، وتشريعية و..مجلس وطني فلسطيني، فترحب قيادة حكومة غزة، ثمّ لا يحدث شيء جدّي، لأن المراوغة والعبث هما الثابت في (اللعب) السياسي بين القيادتين، وهو لعب غير مسل لشعبنا، ولا هو ممتع لملايين العرب الذين يتابعون بدهشة بؤس ورثاثة القيادتين الفلسطينيتين المتكايدتين.
يقول مثلنا الشعبي الحكيم: قال: لابد لك ..قال:عارف لك!
الطرفان يتربصان واحدهما بالآخر، وهما إذ يرحبان بالمصالحة فإنهما أوّل من لا يريدها، وشعبنا بخبرته بهما، وبنواياهما، بات على يقين من أنهما لن يتصالحا، وأن الانقسام بينهما نهائي، لأن لكل طرف منهما (أجندته) الخاصة، وهي ليست (أجندة) الشعب الفلسطيني، ولا الجماهير العربية الثائرة.
الوحدة الوطنية ليست المصالحة، لأنها تنطلق من الهدف الرئيس الجامع للشعب الفلسطيني، وليس من رأب الصدع بين طرفين هدف تحرير فلسطين ليس واردا لديهما، والمقاومة الفعلية الجدية الشعبية لم تعد استراتيجيتهما، فهما، للتذكير، مع (دولة) في حدود الـ67 التي لم يتبق منها ما يكفي لبلدية ذات تخوم وحدود وسيادة!.
الطرفان: أحدهما اختار التفاوض حتى لو خسر الشعب الفلسطيني آخر دونم أرض في الضفة، وآخر بيت في القدس..والطرف الآخر منذ استولى بالقوّة على قطاع غزة تغيّرت حساباته المعلنة، وأهدافه، وما عادت المقاومة عنده سوى شعار، لأن هدف تحرير فلسطين، أرض الوقف (الإسلامي) لم يعد واردا..ألا يلتقي الطرفان هنا؟!
موقف الطرفين من الوحدة الوطنية تجسد في كثير من سلوكياتهما، وآخر ممارساتهما تفريقهما بالقوّة للمسيرات التي انطلقت يوم 15 آذار مطالبةً بتجاوز الانقسام، وبمقاومة الاحتلال.
أهو غريب أنهما التقيا في قمع جماهير الشعب الفلسطيني، الذي بدأ يتوجه (لتجاوز) الطرفين المعوقين لكفاحه؟! ليس غريبا أن المبررات التي سيقت من (السلطتين) لقمع المسيرات هي نفسها في غزة ورام الله!
شعار المصالحة يستخدم للمناورة، للتضليل، للتعمية، ولا ينبع من (المصلحة) الوطنية التي لا تتحقق بدون الوحدة الوطنية.
السلطة خسرت بسقوط مبارك وعمرو سليمان، وسلطة غزة تراهن على الكسب مما جرى..ولكن إلى أي حّد؟!
هل تنطلق قيادة سلطة غزة في موقفها من رؤية شاملة للقضية الفلسطينيّة التي بدأت تعود إلى حضن وقلب وعقل أمتنا العربية؟!
هذه القضية لم تكن يوما قضية (تيّار) أو (حزب) أو نظام حكم عربي ما..ولذا فهي تعود ثورة ثورة، انتصارا انتصارا، قضية عربية بامتياز.
شعب فلسطين لن يبقى (وحده) تستبيحه صواريخ الاحتلال وجرّافاته ودباباته، فالحكام الساقطون هم من حشر شعب فلسطين (وحده)، وهم من قزّموا القضية وأخرجوها من إطارها العربي، مستعينين بالخطاب الفلسطيني الرسمي الإقليمي الذي تشبثت به القيادة الفلسطينية.
استقوت قيادة السلطة سابقا بالدعم الأمريكي (الشكلي) الذي افتضح دائما بالفيتو لمصلحة الكيان الصهيوني، وآخر مسلسل الفيتوات اتخذته إدارة أوباما حتى لا يدان الاستيطان!
راهنت كلتا السلطتين على سقوط الطرف الآخر..ثمّ ماذا بعد؟!
الذهاب للتفاوض براحة، وحدها لتكون الممثل (الوحيد) للشعب الفلسطيني!
الرهان لدى كل طرف من القيادتين هو أن ينتهي دور الطرف الآخر، ويبقى هو المطلوب للتفاوض معه، والمرحب به، والوحيد!
وطبعا ليس لأنه قائد الشعب الفلسطيني المقاوم الذي استحق القيادة بجدارة في الميدان، ولكن لأنه لا يوجد غيره.
ورطتنا مع القيادتين هي هي، قبل الثورات العربيّة وأثناءها، وحتى انتصار آخر ثورة من ثورات العرب!
القيادات الثورية تلتقط المتغيرات، وتراكم ما يضمن انتصار ثورتها وشعبها.. إلاّ هؤلاء، فهم لا يتغيرون، ولا يتبدلون، ولا يتطورون..رغم أن كل شيء يتغيّر في بلاد العرب.
ما بدأه (شباب) فلسطين في الـ15من آذار، وما بعده، لا بدّ أن يتجاوز شعار المصالحة إلى تجاوز الطرفين، فلا سبيل لإنقاذ قضيتننا واستعادة شعبنا لحضوره مع هاته العقليات التي بعضها أغرقنا في أوهام السلام والدولة، وبعضها يضللنا بشعار المقاومة متغطيا بدم أهلنا النازف في القطاع، ولا مقاومة حقيقية، والمقاومة معروف من أين تبدأ..وإلى أين تمضي.
وهل مقاومة تنتصر بدون الوحدة الوطنيّة، وحدة الهدف، ووحدة الشعب بكّل قواه؟!.


منتدى شارك الشبابي يطلق تقرير الشباب المرحلي للعام 2011 ويعلن عن نتائجه رفض اي استغلال للشباب وتوافق على تحصين الجبهة الداخلية بإنهاء الانقسام

بيان صحفي 

منتدى شارك الشبابي يطلق تقرير الشباب المرحلي للعام 2011 ويعلن عن نتائجه رفض اي استغلال للشباب وتوافق على تحصين الجبهة الداخلية بإنهاء الانقسام
(87%) من الشباب الفلسطيني يعتقدون بقدرة شبكات التواصل الاجتماعي على لعب دور فعال في إحداث التغيير
رام الله ـ منتدى شارك الشبابي ـ 13/4/2011: أطلق منتدى شارك الشبابي "تقرير الشباب المرحلي للعام 2011"، رياح التغيير ... هل ستدك جدران القهر تحت شعار استفساري "ماذا يقول الشباب، وماذا سيفعلون؟، عندما يعجز الجميع عن إنجاز المصالحة والعودة للوحدة الوطنية، وعندما يختزل ويقسم الوطن بين أبناءه إلى جزئين، والثالث دولة للاحتلال، وعندما تكمم الأفواه وتقمع الحريات وتنتهك الحقوق، في محاولة جادة لقراءة مواقف الشباب وآراءهم حول قضايا الساعة ، جاء ذلك خلال الحفل الذي نظمه منتدى شارك الشبابي في مقره بمدينة رام الله بمشاركة الدكتور صبري صيدم مستشار الرئيس لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ووسيم أبو فاشة الباحث الرئيسي والناشط في الشؤون الشبابية، وجميل رباح مدير عام الشرق الأدنى للاستشارات والدراسات، ونجوان بيرقدار مسؤولة برنامج مناصرة قضايا الشباب في منتدى شارك الشبابي ، حيث افتتح الحفل بدر زماعرة بكلمة رحب فيها بالحضور وأعلن عن إطلاق التقرير مؤكد أن تقرير واقع الشباب للعام 2011 يجري العمل على إعداده ليشكل إطارا شاملا لقضايا وتحديات الشباب في فلسطين.
وأكد التقرير، الذي أعلن عن نتائجه اليوم، رفض أي استغلال للشباب، والزج بهم في المناكفات الحزبية، والعمل على الاستثمار في طاقتهم لتحقيق أهداف شعبهم، لا أجندات ضيقة وآنية لأي طرف كان، ربط نضال الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، بنضال أقرانهم من شباب ال1948 وشباب الشتات، باتجاه العمل ضد الاحتلال وعنصرية إسرائيل، والعمل على تحصين الجبهة الداخلية بإنهاء الانقسام، والاتفاق بين جميع القوى السياسية والمجتمعية على أشكال المقاومة واستراتيجياتها.
وأظهرت نتائج استطلاع الرأي العام الذي تضمنه التقرير ونفذه منتدى شارك الشبابي وشركة الشرق الأدنى للاستشارات، بأن غالبية الشباب 62% لا يثقون بأي من الفصائل السياسية، فيما بلغت نسبة الثقة بحركة فتح 26%، وبحركة حماس 6%، وبباقي الفصائل مجتمعة 6%.
وأوضحت النتائج بأن الإنترنت يشكل مصدرا للمعلومات لدى أكثرية الشباب (44%)، وفي الدرجة الثانية تأتي القنوات الفضائية كمصدر رئيسي لمعلومات الشباب وبنسبة 31%، وان غالبية الشباب (74%) يتابعون الأخبار من خلال الإنترنت، إما بشكل دائم 33%، أو أحيانا 41%. وهذه النسبة أعلى لدى الشباب الذكور.
وأشارت الى أن غالبية الشباب (60%) يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك، حيث يستخدمها بشكل دائم 39% من الشباب، وأحيانا 21%. والنسبة أعلى بشكل عام لدى الشباب الذكور، وفي الضفة الغربية، وبين الذين يثقون بحركة فتح. وأفادت غالبية الشباب (58%) الذين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي أن هناك تغيرا في نوعية استخدامهم لهذه الشبكات خلال الشهرين الأخيرين.
وعبر غالبية الشباب (87%) عن اعتقادهم بقدرة هذه الشبكات على لعب دور فعال في إحداث التغيير. أما فعالية هذه الشبكات في مواجهة الانقسام والوضع الداخلي، فيعتقد 80% من الشباب بفاعلية هذه الشبكات (50% نعم، و30% إلى حد ما)، أما من جهة مواجهة الاحتلال فتنخفض النسبة قليلا لتصل إلى 75% (43% نعم، و32% إلى حد ما).
ويرى 45% من الشباب أن الثورات الشعبية العربية سيكون لها أثر إيجابي على القضية الفلسطينية. وتبلغ هذه النسبة بين الذين يثقون بحركة حماس 84%، وبين الفصائل الأخرى 56%، ولدى الذين يثقون بفتح 40%، وبين الذين لا يثقون بأي فصيل 42%.
ويدعم (48%) خيار تشكيل حكومة وحدة وطنية من جميع الفصائل. ويؤيد 28% من الشباب الجمع بين المقاومة الشعبية والمسلحة (وفق القانون الدولي)، يلي ذلك الجمع بين المفاوضات والمقاومة الشعبية لدى 21% من الشباب. أما إستراتيجية المفاوضات كسبيل وحيد لمواجهة الاحتلال فقد حظي بدعم 20% من الشباب، في حين يرى 18% أن الإستراتيجية الأنسب هي المقاومة الشعبية (بما فيها المقاطعة).
وعبر غالبية الشباب (67%) عن ثقتهم بالمؤسسات الشبابية والمجتمع المدني كجهات أكثر قدرة على التعبير عن حقوق الشباب ومصالحهم. في حين لم تحظ المؤسسات الحكومية ذات العلاقة بالشباب بتأييد أكثر من 16% في الضفة الغربية، و5% في قطاع غزة.
ويؤيد غالبية الشباب (80%) تشكيل حزب شبابي فلسطيني. وعبر غالبية كبيرة من الشباب (84%) أن القوى السياسية تسعى لاستغلال الحركات الشبابية الصاعدة. واعتبر 40% من الشباب أن الأولوية الرئيسية لهم إنهاء حالة الانقسام، وفي الدرجة الثانية عبر 31% من الشباب أن أولويتهم الحالية هي تحسين الظروف المعيشية. ويعرف 48% الشباب، أنفسهم بالدرجة الأولى كفلسطيني/ة، يلي ذلك مسلم/ ة لدى 31% من الشباب.
ودعت نتائج التقرير الى استلهام الثورات الشعبية العربية لشحذ الهمم لإعادة زخم المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي، والعمل على تهيئة الوسائل وتوحيد الجهود باتجاه حركة شعبية قادرة على الصمود في وجه الإجراءات الإسرائيلية القمعية.
وشددت على ضرورة التزام البرامج الحزبية والحكومية والمؤسسية برؤى الشباب وتطلعاتهم، استنادا لحوار عصري ديمقراطي يشارك فيه جميع الأطراف، وضرورة التزام المؤسسات الأهلية خاصة الشبابية، باستراتيجيات عمل طويلة الأمد تربط الهموم اليومية المعاشة للشباب بالحالة التنموية، والوطنية العامة.
ورفض التقرير كل مظاهر التدخل في برامج المؤسسات الفلسطينية الأهلية والحكومية، من قبل مجتمع المانحين، ما يستدعي أن تلتزم المؤسسات المانحة بالأجندة والأولويات الفلسطينية، بشقيها التنموي والوطني.
وأكد التقرير بأن الثورات الشبابية والشعبية أحدثت في العديد من البلدان العربية بدايات لخلخلة في الحالة القائمة، حيث أعادت جزءا كبيرا من ثقة الجمهور الفلسطيني بقدرته على إحداث تغيير في الواقع القائم فلسطينيا، كما أحدثت صحوة  للضمير الجماعي الفلسطيني الذي استفاق على حقيقة أن الدور الذي كان الفلسطينيون يحلمون به، بأن تشكل ثورتهم (سابقا) مصدرا لإلهام الثورات العربية، بات معكوسا، إذ أصبحت هذه الثورات العربية مصدرا لإلهام قطاعات واسعة من الشباب الفلسطيني، الذي ارتفعت لديه معطيات الإحباط من الحالة القائمة، خاصة إزاء حالة الانقسام السياسي، وانحسار الفعل المقاوم للاحتلال.
وفي هذا السياق، بدأت العديد من المجموعات الشبابية بعدد من التحركات سواء عبر مواقع الإنترنت، أو عبر الاجتماعات والتنسيق بين المؤسسات والمجموعات الشبابية المختلفة، وبرغم تعدد الشعارات، إزاء تعقيد الحالة الفلسطينية، إلا أن هناك عنوانين رئيسيين للحراك الشبابي الفلسطيني: الأول: يتخذ من إنهاء الاحتلال أساسا لتجاوز الواقع الحالي بكل تداعياته الداخلية، حيث لوحظ أن تصاعدا نوعيا في الحديث عن المقاومة الشعبية، والتمسك بالثوابت الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، ودعم الحملات الدولية لمقاطعة إسرائيل، وصولا لطرح الزحف الشعبي السلمي تطبيقا لحق العودة.
والثاني: الأوضاع الداخلية الفلسطينية، وعلى رأسها حالة الانقسام، حيث تنوعت الصياغات الشعبية والشبابية للخروج من حالة الانقسام وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، إلا أن هناك ثمة إجماع على وحدة الشرعية الفلسطينية، والتمثيل الفلسطيني، وأهمية الانعتاق من إرث المحاصصة السياسية.
وبحسب التقرير فانه أيا كانت نتيجة التحركات الشبابية الحالية، فمن الواضح أنها ستسهم في تحريك المياه الراكدة، وإعادة الزخم للفعل الشعبي والإرادة الشعبية، إذ تكاد تجمع معظم الشعارات المطروحة على أن حق تقرير المصير يمثل الأساس المستقبلي للتعامل مع الاحتلال، ومع اختطاف الشرعية من الشعب لصالح أي فصيل أو جهة كانت.
وحث التقرير قادة الأحزاب وصناع القرار الالتفات إلى المطالب الشبابية، ورؤيتهم لقضاياهم المجتمعية والوطنية، وتوفير الأطر القانونية والمؤسسية الكفيلة بمشاركة الشباب في صنع القرار داخل الأحزاب والمؤسسات التمثيلية والنقابية، والتجاوب السريع مع مطالب الشباب الخاصة بإنهاء الانقسام والعودة إلى الوحدة الوطنية، وبناء الاستراتيجيات الخاصة بمقاومة الاحتلال وفقا لرؤى الشباب، خاصة أنهم يشكلون الجسم الاساسي لجميع الفصائل الفلسطينية، وحماية الحريات العامة، والحقوق الفردية والجماعية، وتوفير المناخات القانونية والإعلامية لذلك، وخاصة حرية التجمع، والتعبير والرأي، والعمل المؤسسي. ووقف كل أشكال الانتهاكات والتحريض والاعتقال ومصادرة الحريات والممتلكات.
وأكد على ضرورة عدم الفصل بين القضايا المجتمعية، وقضايا التحرر الوطني، بحيث يتم العمل على تعزيز الجبهة الداخلية بالوحدة وتعزيز صمود الشباب على أرضهم، وتوفير فرص العمل المناسبة، مشددا على تشجيع وترويج مفاهيم المقاومة الشعبية ووسائلها، وتشجيع الشباب على حملات المقاطعة وكسب التأييد، والالتزام بالانتخابات الديمقراطية الشفافة كأساس تداول السلطة في جميع الهيئات والأجسام المؤسسية والتمثيلية والحزبية، على مستوى السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية في برامج الأحزاب والتعليم والتثقيف والمؤسسات والإعلام، بالتركيز على البعدين العربي والإسلامي للهوية الفلسطينية كجزء من الهوية الإنسانية جمعاء.
ويؤكد التقرير على جملة من الاستخلاصات العامة للثورات الشبابية أهمها: أن هذه الثورات أثبتت قدرة الجماهير الشعبية على إحداث التغيير، بعيدا عن نظرية المؤامرة، والقوة "الخيالية" للغرب، وانها تستند للطاقة الشعبية الكامنة، والتي طورت مع الوقت آليات للتعبير عن قهرها، بأساليب متنوعة، وجدت بالتقدم التقني وثورة المعلوماتية حيزا حرا لتبادل الخبرات والآراء والتنظيم الشعبي، مؤكدا على محورية وطلائعية دور الشباب في هذا الثورات، بالاضافة الى  تقدم الجماهير على أحزاب المعارضة وحتى المؤسسات المجتمعية، ما يعني تجاوز الجماهير في حراكهم ومطالبهم وثورتهم كلا من نظام الحكم والمعارضة التقليدية له.
كما أكدت على قوة الكتلة الشعبية الموحدة في أهدافها، وإرادتها في مواجهة أدوات القمع لدى أنظمة الحكم، وعلى واقعية الشعارات والمطالب، وتعبيرها الحي عن بديل واقعي تاريخي لحالة الظلم والقمع وغياب العدالة والحريات.
وشدد التقرير على أهمية الثورة المعلوماتية والإنترنت والفضائيات في تناقل الأخبار وتبادل الآراء وتنظيم الجماهير، منوها الى التكامل بين الفضائين الافتراضي والواقعي، بحيث عبر الشباب عن التحامهم العضوي بالجماهير، عبر تحويل حملاتهم على الإنترنت إلى فعل على الأرض.
وأشار الى قدرة الجماهير على تنظيم اللجان الشعبية التي أشرفت على العديد من المهام الاجتماعية، وحتى الأمنية، لمواجهة حالة الفراغ في السلطة، مؤكدا أن هذه الثورات قوضت الأوهام التي بثتها الأنظمة لعقود عن هشاشة البناء المجتمعي والسياسي، وأن مصير البلد مرتبط بأركان النظام القائم.
انتهى ،،
منتدى شارك الشبابي
لمزيد من المعلومات يمكنكم الاتصال على:
نجوان بيرقدار  – مسؤولة برنامج مناصرة قضايا الشباب
هاتف رقم : 022967741 أو بريد الكتروني najwan.berekdar@sharek.ps

Sharek Youth Forum launches April 2011 Situation Report regarding Palestinian youth in the West Bank, Gaza Strip and East Jerusalem:
Winds of Change…will they break down walls of oppression?

Sharek Youth Forum, an independent apolitical and impartial youth organization in Palestine, has just released a cutting edge report on why and how Palestinian youth are calling for national unity, greater self-determination and change through peaceful protest.

Arab revolutions erupting across the Middle East have inspired increased participation of Palestinian youth in popular movements to end internal political divisions between Palestinian factions Fatah and Hamas, and to end Israeli occupation of Palestinian land.

Palestinian youth believe that revolutions across the Arab world have increased the support of other Arab youth for the Palestinian cause, energizing youth activity in the West Bank and Gaza.

• 45% of youth believe that the Arab popular revolutions will have a positive impact on the Palestinian cause.  

(This percentage is 84% among those who trust Hamas, 56% among other factions, 40% among Fatah and 42% among those who do not trust any faction.)



The main concerns identified by Palestinian youth (ages 18-34):

• Ending the internal division among Palestinian factions

Youth are calling for a Palestinian unity government to end political and social divisions that have fragmented Palestinian society in the West Bank and Gaza.   The key priority of the youth surveyed by Sharek was ending internal division.  This division within Palestinian politics and society has taken focus away from the occupation.  Young people have taken the stance ‘United we stand, divided we fall’.  They express that without national unity, tackling the priorities of improved living conditions and resisting the occupation will not be as effective. 


• Ending the occupation

Palestinian youth are confronted by the Israeli occupation and the myriad of political and social restrictions it imposes.  Surprisingly, ending the occupation ranked as the third priority among the youth surveyed by Sharek.  This has frustrated activists who believe that internal division is caused by the occupation, as are the poor living conditions.  Technology is an important tool for Palestinian youth to overcome the physical boundaries imposed by occupation.  Youth are increasingly utilizing this technology to stimulate a dialogue of popular resistance to confront the occupation.

  • Improving living conditions

A key concern cited by Palestinian youth is the improvement of living conditions.  Young people want to take control of their lives and have a future to look forward to. 


A key finding of Sharek’s opinion poll:
Palestinian youth are increasingly using the internet and social networking as a tool for mass political participation and information gathering.
• The majority of youth (58%) who use social communication networks reported a change in their use of these networks over the last two months, shifting from social to political activities.

• The majority of youth (87%) expressed their belief that these networks are capable of playing an effective role in bringing change.

• Regarding the effectiveness of these networks in confronting internal division, 80% of the youth surveyed believe that these networks are effective.  As for confronting the occupation, the percentage drops slightly to 75%.

Wafa Abdel Rahman, poll participant, says, “Many factors encourage the use of social networks including the fact that in this space opinions are neither confiscated, censored nor edited and youth can express themselves freely.”


Youth information sources:

• The Internet is a source of information for the majority of youth (44%) and satellite channels are a main source of information for 31% of youth.

• The majority of youth (74%) follow the news on the internet.

• The majority of youth (60%) use social communication networks such as Facebook; on average 1-4 hours daily.


Palestinian Youth are looking to civil society institutions, after a history of geographic, social, and political division between the Palestinian territories:

• The majority of youth (62%) do not trust any faction, while 26% trust Fatah, 6% trust Hamas and 6% trust other factions.

• The majority of youth (67%) place their trust in the youth and civil society organizations as parties more capable to express the rights and interests of young people, while only 16% in the West Bank and 5% in the Gaza Strip placed their trust in the governmental institutions dealing with youth.

• The majority of youth (80%) support the formation of a Palestinian youth party.

• The overwhelming majority of youth believe that the political parties seek to exploit the emerging youth movements.




--
Hazem M. Abu Helal
Projects Coordinator
Sharek Youth Forum
Headquarters and Activities Center - Ramallah
Tel: +970 2 2967741/2975487
Fax: +970 2 2967742
Mob: +970 59 9257893
Website: www.sharek.ps
We at Sharek Youth Forum contribute to building and developing the capacity of the youth to take on  a leadership role in developing society through empowerment and advocacy programs based on volunteerism and youth initiatives which promote equality and human rights.


     





--
Bader S.Zamareh
Executive Director

Sharek Youth Forum
Headquarters & Activities Center, Al-Tireh Street, Ramallah
Tel.: +970 2 2967741, +970 2 2975487
Fax: +970 2 2967742
Mob:+970 2  599 268109
www.sharek.ps
We at Sharek Youth Forum contribute to building and developing the capacity of the youth to take on  a leadership role in developing society through empowerment and advocacy programs based on volunteerism and youth initiatives which promote equality and human rights.
      

الثلاثاء، أبريل 12، 2011

بيان صادر عن ائتلاف شباب 15 آذار لإنهاء الانقسام



لنجعل من يوم الأسير 17 نيسان .. يوم للوحدة الوطنية
 أيها الشعب الفلسطيني البطل: ها هو المحتل يواصل عدوانه وحربه الهمجية على قطاع غزة، ويسقط كل يوم الشهداء والجرحى. هذا العدوان الذي يأتي لإسقاط كل الدعوات المنادية بالمصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، ولتخريب كل الجهود الوطنية والعربية المخلصة من اجل إنهاء الانقسام وتوحيد الوطن أرضاً وشعباً.
أيها الشعب الفلسطيني الصامد: منذ أن انطلقت مبادرتنا لإنهاء الانقسام كان الأسرى الأبطال أول من دعمنا ووقف معنا، كما كانوا هم السباقون دائما في حماية مقدرات ثورتنا الفلسطينية والحريصون على وحدتنا الوطنية. إننا نقف اليوم أمام موقف مصيري من كل ما يحدث حولنا في العالم، وليس أمامنا سوى الوحدة الوطنية، شاء المحتل الإسرائيلي أم آبي، وشاء المستفيدين من هذا الانقسام في داخل ساحتنا الفلسطينية أم أبوا. سيستمر حراكنا من اجل إنهاء هذا الانقسام ولن نسمح للعابثين بمصير هذا الشعب أن يستمروا في التخريب على هدفنا النبيل ولن نقبل الأعذار من أي طرف فلسطيني بتأجيل المصالحة، فالوقت ليس لصالحنا، والواقع الفلسطيني على مفترق طرق، فالانقسام والاحتلال وجهان لعملة واحدة.
يا شعبنا الفلسطيني الأبي: إننا ندعوكم للمشاركة معنا ورفع صوتكم عاليا في كافة فعالياتنا من اجل وحدة الوطن والشعب والقضية، وإننا ندعو الجميع بان يحترم رغبة الشعب ورغبة شباب فلسطين المخلص بإنهاء هذا الانقسام، وإعطاء الشباب دورهم القيادي في عملية التغيير وصنع القرار.
وختاما نوجه رسالة إلى أسرانا الأبطال: بأننا معكم ونفديكم بالدم والروح، ونقدم لكم كل ما يمكننا عمله من اجل الإفراج عنكم.
 سيكون الاعتصام الحاشد يوم الأحد 17/4/2011م من الساعة 10 صباحا حتى الساعة 2 بعد الظهر. أمام مقرات الصليب الأحمر حسب المحافظات الفلسطينية.
وسيكون هناك اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في بيروت، كما سينضم إخوتنا في بعض الجاليات الفلسطينية في الخارج فعاليات واعتصامات بمناسبة يوم الأسير.   
عاشت فلسطين حرة وموحدة ،،،
المجد للشهداء .. والحرية لأسرانا البواسل
ائتلاف شباب 15 آذار لإنهاء الانقسام  


السبت، أبريل 09، 2011

خبر صحفي / ندوة سياسية في بمناسبة يوم الارض





عقد ائتلاف 15 آذار بالتنسيق مع حزب الشعب وسفارة دولة فلسطين في رومانيا
ندوة سياسية بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض وذلك بقاعة قصر الأطفال بالعاصمة الرومانية بوخارست. وكان ضيف اللقاء السيد محمد بركة الذي تحدث بدوره عن أهمية هذه المناسبة وعن رمزية يوم الأرض، ودعا بركة المجتمع الدولي لتطبيق قرارات الأمم المتحدة والوقوف مع الشعب الفلسطيني في حقه بتقرير المصير، كما دعا السيد بركة الشعب الفلسطيني للتوحد وإنهاء الانقسام.
وفي نهاية اللقاء تم توزيع هدية رمزية على المشاركين "تي شيرت مطبوع عليه شعار ائتلاف 15 آذار". مقدم من رجل الأعمال نبيل أبو رجيلة...









الجمعة، أبريل 08، 2011

بيان صادر عن ائتلاف شباب 15 آذار ومبادرة المثقفين العرب لمساندة الحراك الشعبي 15 آذار في فلسطين

نعم لاستمرار الجهود من اجل إنهاء الانقسام

لقد تلقينا خبر موافقة السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية، حول موافقته مرافقة الرئيس محمود عباس إلى غزة بأهمية بالغة، ونحن نؤكد على أهمية هذه الزيارة في هذا الوقت بالذات الذي تُصعد فيه إسرائيل من عدوانها على شعبنا المحاصر في قطاع غزة، كما ندعو السيد الرئيس بتعجيل هذه الزيارة من اجل إنهاء هذا الانقسام والوقوف صفا واحدا أمام هذه الحرب الإسرائيلية.
ونؤكد على أهمية الدور المصري وثقتنا الكبيرة بأشقائنا العرب. وندعو جامعة الدول العربية لعقد قمة عاجلة من اجل متابعة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة ووقف هذه العدوان.
إن وحدتنا الوطنية هي فقط من سيقف أمام هذا العدوان الصهيوني، وهي وحدها وحدتنا من ستخرجنا من هذا النفق المظلم والواقع الفلسطيني الخطير.
لقد انطلقت مبادرتنا كشباب فلسطيني مستقل من اجل إنهاء الانقسام، وقد نجح الشباب الفلسطيني في خلق رأي عام لصالح إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، كما نجح الشباب بتشكيل ضغط على حركتي فتح وحماس، ولم يتوانى الشباب في مواصلة مبادرته رغم كل ما تعرض له من قمع واعتقال وحملات تشهير فشلت كلها في النيل من نزاهة ووطنية مطلبه. وقد انضمت قطاعات كبيرة للمبادرة وكان المثقفين العرب أول من لبى هذا النداء والذين نتشارك وإياهم اليوم في إصدار هذا البيان من اجل توحيد الجهود ودعم جميع المبادرات المنادية بإنهاء الانقسام.
كما ندعو جماهير شعبنا للمشاركة في تشيع جثامين الشهداء والوقوف مع ذويهم، والمسارعة في التبرع بالدم للجرحى اليوم السبت 9/4/2011م  في مستشفى الشفاء،حيث سيتجمع الشباب الساعة الثالثة بعد الظهر لترتيب حملة واسعة للتبرع بالدم. 
عاشت فلسطين حرة عربية
المجد والخلود للشهداء والحرية للأسرى
ائتلاف شباب 15 آذار
مبادرة المثقفين العرب لمساندة الحراك الشعبي 15 آذار في فلسطين
السبت 9/4/2011م


تفكيك السلطة الأبوية شرط قيام المجتمع السياسي الحديث

بقلم: رشيد بنعلي 





على سبيل التقديم نود التطرق لسؤال قد يطرح جدلا، ألا وهو، ما الفائدة من هذه العودة لأسئلة البدايات، حتى أنه يمكن الادعاء بأننا حبيسو لحظة البداية، غير أن الداعي في نظرنا إلى هذه العودة هو الحاجة إلى استنبات المفاهيم حتى تشكل بالنسبة لنا كما شكلت في سياقات تاريخية أخرى أساسا نظريا وملاذا أخلاقيا.
لماذا التوقف عند مفهوم السلطة الأبوية، وكيف تكون هذه السلطة عائقا أمام تشكيل المجتمع المدني الحديث في مفهومه السياسي وبعده الحقوقي. ربما يكون الجواب استباقيا إذا قلنا أن المجتمع السياسي يتأسس غالبا بوصفه انعكاسا للمجتمع "المدني" الذي تشكل الأسرة نواته الأصل. من ثم، فكل إعادة نظر تهدف فعل التأصيل لا بد لها أن تنطلق هذا المنطلق، هكذا تتداخل الأبعاد السياسية بالاجتماعية بالتربوية مشكلة وضعا تساؤليا بامتياز يطال كل المكونات. ولأن السؤال الكبير المطروح (وربما نجد في صفحات هذه المجلة نقاشا عن ما بعد الثورات السياسية في العالم العربي) يتعلق بمدى قدرتنا النظرية في تأصيل المفاهيم الإجرائية ذات الراهنية. إننا جميعا نطلب الديموقراطية، وهذا حق، لكن كيف هي هذه الديموقراطية المنشودة، وما مصدر هذه الحقوق التي نسعى الدفاع عنها بواسطتها، مع الحذر كل الحذر في الدخول في نقاشات ذات طبيعة خاصة تنطبق على مجتمعات بعينها ضمن سياقات تاريخية محددة.
إن الحديث عن الديموقراطية لا يستقيم دون العودة والارتكاز إلى فلسفة ترسي أسس حقوق الإنسان، بمعنى طرح السؤال عن مدى إمكان تحققها في مجتمع تحكمه منظومة أخلاقية وقيمية "أبوية" تمحق الفرد وتقصيه من كل فعل سلطة. وهل كان في الإمكان الحديث عن هذه الحقوق دون وضع اعتباري لمكانة المرأة؟ من ثم هل يمكننا الإفادة من منظورات أنتجت في سياقات تاريخية واجتماعية مباينة لسياقاتنا، في تفعيل وتخصيب رؤانا ومنظوراتنا؟

وضعية المرأة شرط الحداثة السياسية:
سنعتمد في هذا المقال التفكيك الذي قام به جون لوك لمفهوم السلطة الأبوية، والذي أفضى به إلى ضرورة إيلاء المرأة موقعا خاصا، من ثم صار فعل تحررها شرطا وليس نتيجة. إن الانطلاق من الحديث عن وضعية المرأة ليس ترفا أو تكلفا إنه ضرورة، إذ غالبا ما يتقدم الحديث عن وضعية المرأة حديث عن الوضع السياسي الحديث وعن ما آلت إليه مختلف الوضعيات الإجتماعية في المجتمعات الغربية، بناء على تصور ينطلق من رؤية بعدية ليسقطها على واقع قائم فيعتبر الأمر كما لو أنه معطى كذلك منذ كان. إن الحديث عن وضع المرأة انطلاقا من لحظة زمنية تشبعت بقيم الحداثة والديمقراطية والممارسة السياسية التي عمادها الحريات الفردية تحت إطار كبير اسمه "حقوق الإنسان"، كل هذا لم يتأتّ للمجتمعات الديمقراطية دفعة واحدة، إنه نتاج سيرورة لم تكتمل بعد ولم تبلغ بعد ألقها الأقصى.

 يقترن الحديث عن الحداثة السياسية بالمكانة التي تحظى بها المرأة في المجتمع، هذا القرن الذي يرفض الاعتراف بأية خصوصية ثقافية أو دينية أو عرقية أو تاريخية. بل إنه قرن يرفض حتى النظريات البيولوجية التي تقارب وفق رؤية "فارقية". غير أن الحديث عن تحرر المرأة ليس يعني بالمرة أننا إزاء مسار سلس أساسه رؤية فلسفية ثورية ونظرة أصيلة لحقوق الإنسان.


إن واقع التحرر لم يتجسد في شكله الأمثل إلى اليوم، إذ لا يزال النقاش حول وضعية المرأة مفتوحا في المجال العمومي في أفضل الديمقراطيات المعاصرة. لأن سؤال وضعية المرأة سؤال حرج ومتوتر بامتياز، لأنه ليس فقط سؤال العدالة الاجتماعية في بعدها الأخلاقي والقيمي، إنه سؤال العدالة الأصل، في بعده التاريخي والأنطلوجي، وهو ما انتبه إليه جون لوك أثناء تأصيله لمفهوم المجتمع السياسي المدني.

السلطة الأبوية أو الإقصاء "التيولوجي"، سلطة مستمدة من الطبيعة وتحدها الطبيعة:

يرفض لوك التعبير المعتمد بـ"السلطة الأبوية"(1) لأنه تعبير يتضمن نوعا من الميز العنصري بين الأجناس، الآباء والأمهات. متسائلا باستغراب عن مدى صحة هذه التسمية، كما لو أن الأمهات ليس لهن أي دور في إيجاد الأطفال، من ثم بالنسبة لـ لوك لكليهما نفس الحق بالتالي نفس السلطة، وستظهر قيمة هذا الرفض في التوظيف اللاحق لهذا التأسيس، بل يمضي هذا الرفض إلى حد اعتماد تسمية: حق الأباء وحق الأمهات، رافضا الاقتصار على نسبة هذا الحق للأباء فقط.

انطلاقا من هذه الفكرة، يفحص لوك وظائف وحدود السلطة الأبوية التي يستند إليها دعاة النزعة الإطلاقية في تأسيسهم للسلطة الملكية، ممثلين الملك بأب الشعب. إن نزعة لوك الليبرالية تتجاوز المنظور السائد في عصره، لأنه يقطع بشكل جذري مع التصور الأبوي الذي يعطي للأب السلطة العليا على كل أفراد العائلة. فبالنسبة لـه تحتل الأم والزوجة نفس مكانة الأب والزوج. ورغم تقديره لمكانتهم (الأبوين)، فإنه ينفي عنهم كل سلطة في حال تخليهم عن واجب التربية بالضرورة. وانطلاقا من واقعة أن الحرية خاصية الإنسان من جهة كونه مميزا بالعقل، فإن الأطفال يجدون أنفسهم في وضعية ارتباط وتبعية طبيعية تجاه آبائهم ما داموا لم يتمكنوا بعد من تحصيل هذه القدرة، هذه التبعية لا تتضمن البتة حرمانهم من حقوقهم.


إن السلطة الأبوية يجب أن تدوم المدة اللازمة لأي طفل حتى يصير راشدا. إن الأسرة بهذا المعنى لا يمكن أن تكون النموذج الذي على أساسه يقوم المجتمع السياسي. ورغم أن تاريخ بعض الدول قام على أساس امتداد بعض الأسر وعلى قبول الإبن للسلطة الأبوية. وفي هذه الحالة فإن الوصاية الطبيعية المخصوصة بالطفولة تعوض الرضى والموافقة التعاقديين المفترضين ضمنيا لزعيم العائلة الممتدة. فإن السيادة بمعناها الخالص لا تجد معناها في المجتمع المدني المتحضر إلا في القانون المقبول والمرغوب بكل حرية ومن طرف الأغلبية.


إن العلاقة التي تربط الطفل بأبويه من حيث كونهما مصدر نشأته تفرض عليه واجب الطاعة لهما، كما أن القوانين الموضوعة تهدف هذه الطاعة دون أن تقيم تمييزا بين الأب والأم. وهو الأمر الذي كان بالإمكان تجاوزه لو فكرنا مليا في هذا الأمر قبل أن السقوط في هذا التمييز الذي لا معنى له، والذي أدى إلى نتيجة أسوأ وهي "السلطة المطلقة" أو "السلطة الملكية" وذلك استنادا إلى السلطة الأبوية المهيمنة. والتي خص بها الأب وحده، فلو أننا أسمينا هذه السلطة، سلطة الأب والأم لتبين لنا جليا مدى عبثية تدعيمها، ولما كنا في أية لحظة من أولئك الذين يدعمون"الملكيات" التي تركز السلطة في يد شخص واحد. واستنادا إلى التنصيص على أن الناس بالطبيعة متساوين، وإن كان ذلك لا يعني أنهم متساوون في كل الأحوال. لأن عاملي السن والفضيلة يمكن أن يجعلا البعض "متميزين" عن الآخرين بما لهم من الأسبقية، غير أن هذه العوامل لا تعطي أحدا أي امتياز على الآخرين، بالتالي لا مبرر للتخلي عن الحق الأصل في الحرية، كما لا تعني التبعية أو الهيمنة، لأن المطلوب هنا إقامة الحق في المساواة لما لكل شخص بالنظر إلى حريته، والذي يقتضي بأن لا يصادر أحد إرادة شخص آخر.

إن الأطفال لا يولدون متمتعين بهذه المساواة وإن كان يفترض أنهم كذلك، وبذلك يكون لآبائهم نوع من الهيمنة والوصاية عليهم، غير أن هذه الوصاية ظرفية، لأن عاملي السن والعقل يخلصان الأشخاص من هذه الروابط ويجعلونهم مالكين لزمام أمورهم.
لقد خلق آدم رجلا مكتملا جسدا وعقلا منذ اللحظة الأولى لوجوده، فقد كان يمتلك كل المؤهلات والقدرات التي يحتاجها للحفاظ على نفسه، وبالتالي السلوك وفق قانون العقل الذي زين بـه الإله روحه. ومنذ ذلك الحين سكن العالم أطفاله الذين يولدون ضعافا ودونما قدرة على حماية أنفسهم ودون أي ذكاء، هكذا وبغية تجاوز النقص الملاحظ في حالة كهذه وفي انتظار أن يساعد السن على تجاوزها، كان على آدم وحواء وبعدهم كل الآباء أن يعتنوا بأبنائهم وفقا لقانون الطبيعة، ليس باعتبارهم مخلوقاتهم بل باعتبارهم مخلوقات الإله، بمعنى أن التربية والاعتناء ليسا يتمان على أساس عاطفي إنما على أساس ديني يجد مستنده في العقل بما هو سار في قانون الطبيعة.

إن القانون الذي كان يجب أن ينظم سلوك آدم هو نفسه الذي بموجبه تنتظم سلوكات ذريته من بعده، إنه قانون العقل، غير أنهم وبوصفهم "مولودي" الطبيعة، فقد ولدوا جهلة فاقدي المعرفة لكيفية استخدام العقل، وبالتالي فهم ليسوا خاضعين بالمرة لهذا القانون، لأنه لا أحد يخضع لقانون ليس له علم بـه، وبما أن قانون العقل لا يمكن أن يعلم إلا من طرف العقل نفسه، فبين أن الذي لم يتمكن من استخدام العقل بعد، لا يمكن أن يكون خاضعا له - هذا الشرط سيصبح قاعدة قانونية في القوانين المعاصرة التي تفرض إطلاع المتهم على حقوقه من جهة وعلى ما يمكن أن يترتب على أفعاله من مقتضيات قانونية من جهة ثانية، على أساس مبدأ ضرورة تحصل العقل، أي المعرفة.
إذا أخذنا في الاعتبار المفهوم الدقيق للقانون، نجده فيما يوضع لأجل الحد، بل لكي يسمح لفاعل عاقل وحر بالفعل حسب ما تقتضيه مصلحته، إنه لا يحدد شيئا إلا بالنظر إلى المصلحة العامة لأولئك الخاضعين له. لأن من الأكيد أن غاية كل قانون ليست بالمرة الحد من الحرية، بل تنميتها والحفاظ عليها، من ثم التساؤل، هل يمكن للناس أن يكونوا سعداء دون هذا القانون، وهكذا، أيا ما كانت الحالة التي يوجد عليها الإنسان فإن غابت القوانين غابت الحرية، إن القانون هو شرط الحرية المطلق. وبالتالي فإن السلطة التي للآباء والأمهات على أبنائهم مستمدة من هذا الإكراه والإلزام الذي عليهم والمتمثل في ضرورة الاهتمام بأبنائهم طيلة المدة التي يكونون فيها غير قادرين على الاعتناء بأنفسهم، من ثم فهم ملزمون بتعليمهم وتثقيف عقولهم وتهذيب سلوكهم إلى أن يصيروا إلى سن الرشد، لأن الإله إذ مكن الإنسان من الفهم لأجل تسيير أفعاله، مكنه أيضا من حرية الإرادة وحرية الفعل بشكل مطابق للقوانين التي ينتظم تحتها.


إن ما سبق منصوص عليه في كل القوانين التي نعيش تحتها، سواء في القوانين الطبيعية أو القوانين المدنية. فما الذي يجعل شخصا يوجد تحت سلطة قوانين الطبيعة قادرا على تجسيد حريته في ظلها؟ وما الذي يعطي لهذه الحرية حق التصرف في ما يمتلكه ما دام مقيما داخل هذه القوانين؟ يكمن الجواب حسب لوك في الأتي: ما دام الشخص قادرا على معرفة هذه القوانين وبالتالي البقاء داخل الحدود التي ترسمها. وما دام الشخص عاجزا عن وضع حدود للحرية بناء على ما يشترطه العقل، فإنه لا يمكن أن يعتبر شخصا حرا، وبالتالي ما دام فاقدا للقدرة الضرورية على التمييز فإنه يبقى تحت وصاية الأب أو الوصي أو القانون. من ثم فالحق الذي يمنح الآباء والأمهات السلطة على أبنائهم لا يعدو أن يكون مؤسسا على ذلك الإلزام الذي يفرضه الإله والطبيعة على الناس كما على باقي المخلوقات الأخرى، بحفظ أولئك الذين أعطوهم حق الوجود وحمايتهم إلى أن يصيروا قادرين على تسيير شئونهم بأنفسهم.


يتساءل لوك حول وضعية يفترضها كالأتي: يقول، لنسلم أن ما يقولونه عن أن هذا الحق الموروث عن آدم صحيح، وأنه أصبح معترفا به. ونتيجة له يتربع ملك على العرش وله كل السلط التي ليس لها حدود. والتي يتحدث عنها روبير فيلمر، فإذا ما حصل وتوفي هذا الملك في اللحظة ذاتها التي ولد له فيها وريث عرشه، أليس يفترض أن ذلك المولود أكثر حرية من أي وقت مضى، بناء على واقعة الوفاة إذ أصبح الوريث لكل السلط، في حين لا يزال تابعا لسلطة أمه وفي حاجة إلى مرضعة وأوصياء إلى أن يقتدر بفضل التربية وعامل السن على أن يسلك وفق مقتضيات العقل، من ثم يصبح في إمكانه قيادة الآخرين. بذلك يتساءل مع أولئك الذين يدعمون السلطة المطلقة للحاكم بما هو وريث، عمن يمكنه أن يدعم في هذه الحالة وضعا كهذا ويجده معقولا، أو ليست هذه التبعية للأم والتي يفرضها قانون الطبيعة، لا تتوافق مطلقا مع ما له من حرية السيادة التي له بموجب القانون السائد. خصوصا وأن عليه أن يسعى إلى تخليص ملكه وسلطته من هيمنة أولئك الذين كانوا يحكمونه في طفولته.


الجواب عن هذا السؤال يفترض حسب لوك تحديد سن الرشد، أي متى يصبح الطفل راشدا؟ يقول لوك: حين يصل هذا الملك الشاب إلى السن التي يكون بمقدوره فيها الحكم، مستشهدا هنا بقول لـ هوكر: إنه الوقت الذي يكون فيه الفرد قادرا على معرفة طبيعة القوانين، والتي بمقتضاها يكون كل شخص مطالبا بتعديل سلوكاته وفقها. من ثم فهي مسألة سهلة التحديد، بالتالي فإنها مسألة يمكن تبينها بسهولة بواسطة الحواس مما يمكن تحديده بواسطة السلطة أو بواسطة معرفة عميقة.


إن وعي المجتمعات بهذه المسألة هو ما دعاها إلى سن قانون يحدد سن الرشد، أي السن الذي يسمح للشخص بأن يسلك بوصفه شخصا حرا، ومادام الشخص دون هذه السن فلا يعتد بسلوكه وتفقد أفعاله كل قيمة في نظر القانون. إن هذه الحرية التي يسمح له بمقتضاها بالتصرف كما يحلو له، مؤسسة على استخدام العقل المؤهل بأن يسمح له بالتعرف على القوانين التي يجب التصرف وفقها وهي الامتداد الدقيق الذي تتيحه هذه القوانين للإرادة. أما إذا تركت له حرية مطلقة قبل أن يتمكن من الانقياد للعقل فذلك ليس يعني تركه للاستمتاع بامتياز الطبيعة، بل معناه وضعه في خانة المتوحشين وتركه في حالة أسوأ من حالتهم، في حالة هي أدنى بكثير من حالة الحيوانات.
يتساءل فيما بعد عن المبرر الذي يمكن أن يسمح بتحويل هذه السلطة الموكولة للآباء إلى سلطة مطلقة للأب، إن هذه السلطة التي للأباء مستمدة كما أوضحنا من فعل العناية والتربية الذي يحيل ضعف أجساد الأطفال إلى صحة، ويسمح لعقولهم بالنمو والاستقامة، غير أن للأم أيضا نصيبها من هذه السلطة، فلم خصصت للأب فقط؟
جوابا عن السؤال السابق، يرى لوك أن الأب لا يمتلك من هذه السلطة إلا القليل، بالاستناد إلى بعض حقوق الطبيعة، وهو لا يمتلكها إلا بوصفه حارسا ومدبرا لشئون أبنائه، لأنه بمجرد تخليه عن هذه الرعاية فإنه يفقد هذه السلطة، بدليل أن هذه السلطة تعود إلى الوصي على الطفل في حال فقد أباه، من ثم نفهم أن هذه السلطة التي له سلطة مشروطة. إن فعل الإنجاب يعطي للرجل سلطة هشة على أولاده، ولا تصل حد أن تكون كذلك لو لم تسند بأسس أخرى تنضاف إلى سلطة الأب ، عد هذا الحد تظهر قيمة ووظيفة هذه التعريفات وهذا البناء، إذ قياسا عليه سيفنذ مبدأ السلطة المطلقة للأمراء من أوجه، مكرسا بذلك فهما خاصا للحق.


من ثم يتساءل لوك عماذا سيحل بهذه السلطة الأبوية في مجتمعات تتخذ فيها المرأة زوجين في نفس الأن؟ أو في أمريكا(2)، حيث يمكن للرجل أن ينفصل عن المرأة، فما الذي يحل حينذاك بالأطفال. أليسوا يتركون غالبا للأم. وفي حالة وفاة الأب ألا يتركون تحت وصاية الأم وبالتالي عليهم طاعتها ما داموا قاصرين. كما لو أنهم يطيعون آباءهم؟ وهل يمكن لأحد القول بأن للأم سلطة تشريعية على أبنائها، بحيث يمكنها أن توجه وتقترح قواعد يمكن أن تكون ذات إلزامية أبدية، والتي بواسطتها يمكنها أن تتحكم في كل ما يعود لهم، والحد من حريتهم طيلة حياتهم وإرغامهم بواسطة عقوبات جسدية على مراعاة قوانينها والخضوع لإرادتها بشكل مطلق؟ لأن هذا هو ما يشكل السلطة الخاصة بالقضاة والتي لا يمثل الآباء منها سوى "الظل". إن الحق الذي للآباء بتسيير شئون أبنائهم لا يستمر في الإلزام إلا مدة قصيرة، ولا يمتد طيلة حياتهم كما لا يطال ممتلكاتهم.


إن هذا الحق لا يتأسس مدة زمنية إلا لأجل تدعيم الضعف الناجم عن سن الطفولة وإصلاح خللها، ومهما يكن فإن سلطة الأب لا تطال حياة أبنائه ولا ممتلكاتهم، كما أنه ليس لديه أية سلطة على حريتهم، هكذا إذا، فإن هيمنة الأباء تتوقف ولا يمكن أن تتحول إلى سلطة أبدية،يضيف لوك: أكيد أنه يجب أن تكون السلطة المسماة أبوية مختلفة عن الحكم المطلق والأبدي، ما دام أن السلطة الإلهية نفسها تسمح بأن يستقطع من هذه السلطة: إن الرجل تارك الأب والأم وملتحق بامرأته.


من البين من خلال القول المفصل والذي يشرح فيه جون لوك وضعية الأسرة بكل مكوناتها من أب وأم (زوج-زوجة) وأطفال، أن هذا التفكيك كان يهدف سحب البساط من تحت أقدام الرجل، الذي يمثل هنا بوصفه أبا وملكا وحاكما وأميرا… رجل في كل الوضعيات. ولقد كان هذه الاستراتيجية فعالة بحيث أنها سمحت ببروز واضح لمفهوم الشخص المسئول، بناء على وضعياته الاجتماعية وبناء على أسس مستمدة من الطبيعة ومن العقل ومن الدين، غير أنه من الضروري الإشارة أن القصد من الدين هنا هو الدين الطبيعي،بعيدا عن المرجعيات التيولوجية.

الهوامش:



2- إحالة إلى إمكانية الطلاق في أمريكا زمن لوك الأمر الذي كان ممنوعا في أوروبا.

 
1- Locke, J, Traité du gouvernement civil, ed, GF-Flammarion, 2éme Ed. 1992 :


نقلا عن موقع الاوان الالكتروني
http://www.alawan.org/%D8%AA%D9%81%D9%83%D9%8A%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9.html